أصدر مجلس الشعب توصية بالإجماع إلى الحكومة بإعدام جميع الخنازير على أرض مصر وعدم نقلها إلى أى مكان آخر. وأرسل الدكتور فتحى سرور خطاباً عاجلاً إلى رئيس الوزراء بهذه التوصية، مؤكداً أن مجلس الشعب من حقه أن يدافع عن حياة الشعب باعتباره ممثلاً عنه وأن الحكومة تتحمل المسئولية كاملة إذا لم تنفذ توصية المجلس. وقال سرور إن من حق النواب أن يعبروا عن آرائهم ولن تكمم أفواه المجلس، فيما أكد الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية أن الحكومة ستأخذ توصية المجلس على محمل الجد وأنها ستدرسها وتنفذها. وطلب سرور مهلة لمدة يوم واحد حتى ينعقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء غداً الأربعاء، للتوصل إلى قرار حاسم يتم عرضه على مجلس الشعب فوراً، وقال إن الحكومة تشاطر مجلس الشعب الإحساس بخطورة الموقف، وهناك لجان وزارية تتابع الموقف أولاً بأول وتقدر أن الأمر فى منتهى الخطورة. وحذرت النائبة جورجيت قلينى من إعدام الخنازير قبل توفير وظائف للعاملين فى مزارع الخنازير، وقالت: "لو أعدمت الخنازير عمال الخنازير سيأتون إلى المجلس ليأكلوا النواب". فرد عليها رجب حميدة: "لو جم علشان ياكلونا إحنا هناكلهم".. كان عدد من النواب قد ارتدوا كمامات أثناء جلسة مجلس الشعب اليوم فى إشارة رمزية إلى خطورة المرض. وقالت النائبة المسيحية ابتسام حبيب: "عمرى ما أكلت لحم الخنازير ولا يوجد فى الإنجيل ما يشير إليه"، وطالبت بإعدام الخنازير مع تعويض العاملين الغلابة. وكانت لجنة الصحة بمجلس الشعب أطلقت تحذيرات شديدة اللهجة إلى الحكومة بسبب تهاونها فى إصدار قرار بإعدام حظائر الخنازير فى المحافظات المصرية. وأكدت اللجنة فشل الحكومة فى القضاء على أنفلونزا الطيور منذ عام 2006 وحتى الآن، وأشارت إلى أن تقاعس الوزارات المعنية والأجهزة المختصة فى مكافحة مرض أنفلونزا الطيور وراء زيادة بؤر العدوى. حمل عدد من أعضاء مجلس الشعب الذين حضروا الاجتماع، الحكومة مسئولية إبادة الشعب المصرى، فى ضوء ما يتردد عن احتمال ظهور مرض أنفلونزا الخنازير داخل الحظائر المنتشرة فى التجمعات السكنية. وأكد النواب أن مناطق الخصوص وأرض اللواء وعزبة النخل من الأماكن المهددة بظهور المرض فيها، بسبب انتشار حظائر أنفلونزا الخنازير، وتساءل النواب عن سر تقاعس الدولة فى إصدار قرار بإبادة الخنازير والبالغ عددها 350 ألف خنزير، فى الوقت الذى أصدرت فيه قرار عام 2006 بالإبادة الشاملة لمزارع الدواجن، مما أضاع استثمارات قيمتها 17 مليار جنيه. وأكد الدكتور حمدى السيد رئيس لجنة الصحة أن اللجنة ستعد تقريراً حول مرض أنفلونزا الخنازير، وسيتم عرضه على المجلس فى الجلسات المقبلة. وأشار إلى أن معامل وزارة الزراعة قادرة على إجراء الفحوصات اللازمة دون اللجوء إلى معامل "نمرو" الأمريكية، لافتاً إلى أن ما يذيعه البعض فى وسائل الإعلام عن عدم قدرتنا على القيام بهذه التحاليل غير صحيح. وحذر النائب المستقل مصطفى بكرى من نقل حظائر الخنازير إلى مدينة 15 مايو، وأكد أن هذا النقل سيؤدى إلى إبادة أهالى حلوان، وتساءل عن دراسة تقييم الأثر البيئى التى أعادتها وزارة البيئة لنقل الخنازير إلى مايو، وما إذا كانت قد قامت بمراجعته بعد انتشار مرض أنفلونزا الخنازير بالمكسيك، ووافقه الرأى كل من الدكتور حمدى السيد، والدكتور صلاح العيسوى الذى كشف عن وجود مافيا تتحكم فى تربية الخنازير فى مصر, محذراً من اتجاه الحكومة إلى إعداد دراسات حول هذا المرض الخطير بدلاً من إعدام الخنازير. وفجر النائب الدكتور حمدى حسن مفاجأة عن احتمالية انتقال مرض أنفلونزا الخنازير من المكسيك إلى مصر، عن طريق قمامة مطار القاهرة، والتى تم نقلها إلى حظائر الخنازير للاستفادة بها، وطالب "حسن" بإعدام قمامة مطار القاهرة فى منطقة قريبة منه بدلاً من نقلها إلى مكان آخر. وطالب النائب الدكتور مجدى علام لجنة الصحة بمجلس الشعب بإصدار توصيات كان من أهمها إعدام الخنازير داخل حظائرها دون نقلها إلى مكان آخر، وأن يتم الإعدام بطريقة الجير الحى، ثم الحرق حتى لا يتحول نسيج الخنازير بؤرة لنقل الأمراض إلى الطيور الداجنة التى يتم تربيتها مع الخنازير فى الحظائر، كما شدد على ضرورة إعدام كل الطيور والحيوانات التى يتم تربيتها داخل حظائر الخنازير. وحذر الدكتور مجدى علام من تقاعس الحكومة عن أداء دورها بتحويل المناطق التى يعيش فيها الزبالين إلى مناطق معزولة عن بقية الشعب المصرى.
