قال السفير الدكتور كلاوس إيبرمان سفير الاتحاد الأوروبى فى مصر، إن مفوضية الاتحاد ستصدر على موقعها الإلكترونى غدا، الخميس، تقريرا لمتابعة ما تم إنجازه من مشروعات طبقا لخطة العمل المشتركة بين مصر والاتحاد الأوروبى لعام 2008، وذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد بمقر المفوضية اليوم الأربعاء، كما ذكر السفير إيبرمان أنه سيرحل عن منصبه هذا الصيف بعد أن قضى 4 سنوات وثلاثة شهور وثلاثة أسابيع فى منصب سفير الاتحاد الأوروبى. وأوضح إيبرمان أن مذكرة الاعتقال الصادرة بحق الرئيس البشير صدرت طبقا للقواعد القانونية للمحكمة، ويجب أن يسير الأمر وفقا للمسار القانونى، مضيفاً أن "هناك دولا أفريقية تعارض القرار فى الظاهر، ولكن فى حقيقة الأمر فقد تقدمت تلك الدول ومواطنوها بطلبات لمحاكمة حكامها أمام المحكمة الجنائية الدولية، ولكنى لن أقول ما هى تلك الدول"، وأكد أنه لابد من التفرقة بين السودان والرئيس البشير، وأن الاتحاد الأوروبى قلق على الأوضاع الإنسانية فى السودان ويشيد بجهود مصر للحفاظ على وحدة الأراضى السودانية. وردا على سؤال حول انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى وتصريحات أوباما حول هذا الأمر، قال إيبرمان إن الاتحاد لا يحتاج لرأى رئيس الولاياتالمتحدة، حتى وإن كان يرى أن هذا لمصلحة الاتحاد من وجهة نظره، ولكننا نعلم جيدا أين مصلحتنا، مضيفا أن تركيا ليس لديها أى سبب ملح للانضمام للاتحاد الأوروبى على وجه السرعة، وأن استخدام هذا الأمر فى الانتخابات المحلية بدول الاتحاد أمر غير مقبول. أعلن خلال المؤتمر أنه من المتوقع أن يتم مناقشة آلية للعمل على وجود علاقات أفضل بين الاتحاد الأوروبى خلال الاجتماع الوزارى السنوى الذى يعقد بلوكسمبورج ويشارك به وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط وخافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى، وقال إن إسرائيل ليس لها أى موقع متميز فى الاتحاد الأوروبى، كما أعلن أنه سيتم عقد مؤتمر عن الفساد فى يونيو المقبل، حيث سيقدم معلومات عن الفساد وكيفية مكافحته وحماية المصالح العامة. أكد إيبرمان على ضرورة معرفة أن التقرير الذى سيصدر غدا الخميس، لا يعلق على السياسة والإصلاح السياسى فى مصر، وأن هذه ليست مهمة الاتحاد الأوروبى، وقال إيبرمان إن ما تم إنجازه فى خطة العمل يعبر عن التزام قوى لإصلاح اقتصادى واجتماعى ودرجة أقل فى الإصلاح السياسى. ويقول إيبرمان إن هناك مجالات يعد التقدم فيها بطيئا مثل الهجرة والعدل، موضحا أن الصياغة الخاصة بالعمل المتبادل فى مجال الهجرة بين الجانبين ضعيفة، وأن هناك مجالات لم يتم إحراز أى تقدم بها مثل قانون الطوارئ وحرية التعبير، ولكننا لم نفقد الأمل، والتقدم يسير ببطء، وهناك عدة برامج سيتم الاتفاق عليها لتنفيذها بحلول 2011 خاصة بالمجتمع المدنى وحقوق الإنسان والحوكمة، موضحا أنه يجب على مصر أن تستفيد من تجربة الاتحاد الأوروبى فى هذا الشأن. قال إيبرمان إنه فقد صبره مع غزة وسير عملية السلام، وأكد أن موقف الاتحاد الأوروبى مطابق لموقف مصر. وتحدث السفير إيبرمان عن ملاحظاته الشخصية على الفترة التى قضاها فى مصر، حيث قال إن ملاحظاته تنقسم وفقا لثلاث مراحل أساسية، الأولى كان بها طموحا كبيرا للعمل على برنامج الإصلاح الاقتصادى فى مصر، حيث تم الاتفاق على الشراكة الأوروبية المصرية، وتم عمل برنامج مكثف للتعاون فى مجال الصناعة، والمرحلة الثانية شهدت تعزيز العلاقات والتفاوض بعمق حول الأجندة المشتركة لما تريد مصر عمله فى السنوات الأربع القادمة، ولم يحدث أن كان لمصر أجندة عمل مع أى دولة أخرى مثل التى تملكها مع الاتحاد الأوروبى والمرحلة الأخيرة هى فترة الحصاد، والذى يراه إيبرمان جيدا، حيث يقول إن هناك أسباب تجعله يشعر بالفخر ولكن لا يجب أن نكون راضين تماما فهناك أشياء كثيرة لتحقيقها فى المستقبل. أوضح إيبرمان خلال المؤتمر، أن مصر تحتل المرتبة الخامسة فى الدول التى تزود الاتحاد الأوروبى بالغاز الطبيعى الذى يسعى لتنوع مصادر الحصول على الطاقة على أن تكون مناطق آمنة. وأكد أن الاتحاد لم يخذل يوما الفلسطينيين، ولكن لابد من عقد اتفاقية من نوع ما مع إسرائيل تضمن ألا تقوم الأخيرة بضرب المدارس والمستشفيات والبنية التحتية التى سيعاد إعمارها للمرة الثانية، لأن وجود أى تهديد سيجعل الدول المانحة من ضمنها الاتحاد الأوروبى تتردد فى البناء مرة أخرى، مشددا على أن المعونات الإنسانية لن تتوقف مهما حدث، ووصف خطاب الرئيس الإيرانى بمؤتمر ديربان بالعنصرى الذى يحض على الكراهية وأنه غير مقبول تماما.