نَمْ هنيئاً فى رياضِ الصالحينا يا حبيبى يا زعيمَ الثائرينا مرَّت السنواتُ تترى قد سَرَتْ والهوى فى القلبِ قد فاقَ السنينا قالتْ الأمثالُ "يُنسَى مَنْ مضى" والذِّى سوَّاكَ أبداً ما نسِينا إنَّ حبَّكَ يا حبيبى قد جرى يا حبيبى مثلَ مجرى الدَمِّ فينا إننا فى كلِّ صبحٍ نكتوي من لظى الفقدانِ ثم القهرِ فينا دعنى أكتبُ دعنى أشرحُ إننى أنفثُ الزفراتِ والحزنَ الدفينا كان يوماً يا حبيبى حالكاً مكفهِّراً جالبَ الشؤمِ حزينا يومَ قلتَ لنا بأنَّك ذاهبٌ يومَ أن ناداكَ ربُّ العالمينا يا حبيبَ القلبِ كنتَ البعثَ فينا كنتَ قُدوَتَنا وناصِحَنَا الأمينا كنتَ شهماً كنتَ رمزاً ماثلاً يا حبيبى فى عيونِ المخلصينا كنتَ إنْ قلتَ اصمدوا هيا اعملوا كان كلُّ الشعبِ جنداً طائعينا كنتَ قُدوتَنا بلى قد كنتَ فينا يا حبيبَ القلبِ خيرَ الملهِمينا قد هتفنَا يا حبيبى مَنْ لنا؟ مَنْ يُعيدُ المسجدَ الأقصى الحزينا لا تدعنا يا حبيبى إننا ما لنا إيَّاكَ مَنْ يحمى العرينا ابقَ يا محبوبَنا إنَّا هنا مِنْ ورائكَ نعبرُ النارَ لسينا قد رفضنا نكسةً حِيكَت لنا قد أبينا الذلَّ والعيشَ المُهينا نَمْ هنيئاً يا حبيبى لا تَعُدْ أنتَ إن عُدتَ افتقدتَ الروحَ فينا لنْ ترانا إننا صرنا سراباً إننا صرنا ذيولَ العابثينا ضاعَ منَّا كلُّ شىءٍ يا حبيبيي ضاعَ مجدافُ السفينةِ واحتُوينا ضاعَ زرعُكَ ضاعَ حُلمُكَ يا حبيبي ضاعَ ما كنتَ ابتدأتَ لكى نكونا والمخالبُ فى أصابعنا حبيبي قلَّموها حطَّمونا دجَّنونا والدَمُ الصافى الذى ورَّثتَ فينا غيَّروهُ فأكثروا الأمراضَ فينا والكرامةُ لم تجدْنا يا حبيبي نستحقُّ لها فقالتْ لن أُهانا إنَّ أبنائى الذينَ وضعتُهم قد قَضَوا إنِّى كرهتُ الخانعينا ودَّعتنا واختفتْ عنا وصرنا دونها مثلَ الدوَّابِ الهائمينا يا حبيبى قد خسرنا كلَّ شيءٍ بعد موتِكَ قد غدونا المفلسينا قد غدونا عالةً من بعد يُسرٍ قد تركتَ لنا وأبداً لن نصونا قد خسرنا عِزَّنا فتلاهُ ذلٌ قد خسرنا نفسَنا دنيا ودينا لا تعُدْ أبداً حبيبى إننا لم نعُدْ قوماً غزاةً فاتحينا بل غَدونا أمةً مسلوبةً يا حبيبى مَنْ يهنْ فلقد أُهينا لا تعُدْ! إن تَعُدْ يوماً حبيبي لن ترى فينا الهداةَ المخلصينا قد ترى ما قد يسوؤكَ يا حبيبي قد ترى (ليفني) تُجالسُ حاكمينا لا تعُدْ! إن تَعُدْ يوماً حبيبي قد تجدْنا عن صراطكَ قد نُهينا قد ترانا صورةً ممسوخةً شوَّهُونا بعد موتِك همَّشونا إننا من بعد موتِكَ يا حبيبي قد غدونا فى المحافلِ تافهينا لا تعدْ يوماً حبيبى إننا لم نعدْ قوماً كِراماً مخلصينا وابقَ فى القلبِ الذى هو دائماً هاتفٌ: إن هُمْ نَسَوْكَ فما نَسِيْنا