من أول وهلة عندما تسمع عن عبارة جبهة إنقاذ تتأكد أنها تعمل للبناء والعمل على إنهاء أزمة ما، ولكن هناك جبهة إنقاذ أخرى مثل جبهة الإنقاذ المصرية فهى ترفض كل شىء من أجل الرفض أى رفض من أجل الرفض بلا هدف ولا مضمون. إن قادة هذه الجبهة ورغم أننا كنا نكن لهم جدير الاحترام إلا أنهم فى الآونة الأخيرة ظهروا أنهم يرفضون كل شىء.. الحوار.. لا لن يشاركوا.. الدعوة للتفاوض.. لا لن نتفاوض وكلما زاد عنادهم زادت الفوضى والعنف، إنهم لا يعملون من أجل مصر بل يعملون من أجل أنفسهم لا يدركون ما يحدث فى هذا البلد من خراب وعنف وركود. فلو كانت بالفعل اسما على مسمى لكان أفرادها هم من يمدون يدهم للسلم والحوار، أكثر من النظام الحاكم فاللاءات تزيد عندهم كلما اقترح أحد التفاوض والعند عندهم والتشبث بآرائهم أكثر شدة، وكأن انهيار مصر لا يهمهم فما السبب الذى يجعلهم كذلك فهم من المفروض أنهم حكماء ذوو خبرات وحنكة سياسية، ولكن أعتقد أن الحكمة تحولت إلى دهاء والدهاء ليس نواياه حميدة. فأنا على قدر فهمى وثقافتى المحدود أرى أن الحكماء هم من يعملون على رأب الصدع، ولم الشمل والجلوس للتفاوض بلا شروط، ليس من أجل شىء سوى مصلحة وطن تربينا وترعرعنا فيه وقدم لنا الكثير، ونحن لا نفكر فيه ولا يهمنا سوى تغليب وجهات نظرنا وآرائنا واتجاهاتنا فى تشبث وعناد غريب لا نعرف مدى ما يرمى إليه وما سيؤدى إليه. وأخيرا ضعوا مصر هى هدفكم لا الكرسى الملعون فبريق الكرسى لا يدوم واعملوا وقدموا الخير على الشر واجتمعوا كلكم أقباطا وليبراليين وإخوان وسلفيين مقدمين الخير على الشر وترفعوا عن الأهداف والمطامع الشخصية، وضعوا أيديكم فى أيدى بعضكم، وابحثوا ونقبوا عن مخرج لتلك الكبوة التى نحن فيها، وأنقذوا مصر من الكوارث التى قد تقدم عليها جراء الفوضى والعنف فى كل مكان، وكونوا حكماء بالفعل لتصبح جبهة إنقاذ مصر من كل الاتجاهات متوحدة لتصبح اسما على مسمى.