غريب أمر جبهة الإنقاذ فى مصر تنادى بالديمقراطية وترفض اَلياتها؛ وتزعم أنها تتحدث باسم الشعب وترفض استفتاءه! فى كل المجتمعات الديمقراطية عندما تختلف الأحزاب حول قضية ما يعودون للسيد الذى يعمل الكل خادمًا عنده ولأجله ألا وهو الشعب مصدر السلطات، يعودون إليه ليتعرفوا رأيه وليحسم هو الأمر أو القضية محل الخلاف، أما عندنا فإن جبهة الإنقاذ فى مصر لا تثق بالشعب؛ لأنه فى نظرها إما جاهل لا يستطيع التمييز بين ما يضره وما ينفعه أو فقير تكسر الحاجة ظهرة وتسلبه قراره، ومن ثم فهو لا يؤتمن على نفسه ولا يصح استفتاؤه فى الأمور المصيرية كالدستور، ولذا فقد قررت جبهة الإنقاذ فى مصر نيابة عن الشعب دون أن يوكلها أحد فى ذلك ورفضت الإعلان الدستورى وترفض الاستفتاء على مشروع الدستور الذى ظلت اللجنة التأسيسية تعمل بجد فيه لمدة ستة أشهر وتسميت فيمنع ذلك بأية وسيلة. جبهة الإنقاذ فى مصر تستحق لقب أغرب معارضة فى العالم بلا منازع، ذلك أنها تناقض نفسها وتنتهك الشرعية وتحرض ضمنياً على إسقاط رئيس منتخب صوت له ما يقرب من (13) مليون مصرى فى انتخابات حرة ونزيهة، جبهة الإنقاذ "المدنية" فى مصر تحرض ضمنيًا الجيش على الاستيلاء على السلطة! هم يرتضون الحكم العسكرى ما دام سيزيح رئيس يكرهونه، ولا يمشى على هداهم، رموز جبهة الإنقاذ فى مصر انسحبت من التأسيسية لأسباب واهية ومارست عملية التضليل والتزييف، ولما ظهرت مسودة الدستور التى أشاد بها كثيرون سقطت ورقة التوت التى توارى سوءاتهم فأصابهم الصرع وراحوا يحرضون الجماهير ويحشدونها بطريقة همجية وهستيرية للحيلولة دون إتمام الاستفتاء فى موعده. جبهة الإنقاذ فى مصر تعارض من أجل نفسها وليس من أجل الوطن، هم يستكثرون منصب الرئيس على الدكتور مرسى ويريدون انتخابات رئاسية عقب الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، وأنا أرى أن رموز جبهة الإنقاذ وخاصة البرادعى وعمرو موسى حتى لو أعيدت الانتخابات فلن يحققوا نجاحًا يذكر أما حمدين صباحى الذى وقف يشهر سبابته قائلًا: لن نسمح باستفتاء الشعب على مسودة الدستور، صباحى الذى تراوده أحلام الجلوس على كرسى الحكم فى الاتحادية لو ترشح فى المستقبل لمنصب رئيس مدينة لن يفلح بعدما مارس الرقص السياسى عاريًا من كل المبادئ والقيم المصرية الأصيلة التى قدم نفسه خلال انتخابات الرئاسة السابقة بصفته ربيبًا لها وحافظًا عليها. جبهة الإنقاذ فى مصر ارتضت لنفسها وقبلت أن تضع يدها فى أيدى كبار الفلول، واستثمرت أموالها وبلطجيتها وعلاقاتها وكوادرها التى مازالت مزروعة فى معظم مفاصل الدولة من أجل إشعال الحرائق فى مصر ما دام ذلك قد يؤدى إلى انهيار مؤسسات الدولة وإعادة الأمور لنقطة الصفر، ومن ثم يفتح الباب ،مام كل "عبده مشتاق" للوصول إلى السلطة، هذا النهج غير السوى فى المعارضة والذى يجافى المروءة والشرف، والذى يتناقض فى تحالفه مع الفلول مع ثورة يناير يجعل من جبهة الإنقاذ فى مصر معارضة بطعم الفلول. [email protected]