سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإيكونوميست: حرب وسائل الإعلام الأمريكية لا شىء مقارنة بالإعلام المشتعل فى مصر.. والإخوان المسلمون لديهم البوق الخاص بهم "مصر 25".. وبرامج التوك شو لا تهتم بمسألة الحياد
تحدثت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية عما سمته الحروب التليفزيونية والإعلامية فى مصر، وقالت إن مصر فى خضم حرب ثقافية صاخبة التى لا تقسم فقط السلفيين ضد الليبراليين، ولكن أيضا التقليد ضد الحداثة، الطرق الريفية ضد النمط الحضرى، والإسلام السياسى ضد التيار الأقل اعتمادا على الدين. وهذا السباق لا يتكشف فقط فى مقصورات الاقتراع، مع إجراء المرحلة الأولى من الاستفتاء على الدستور يوم السبت الماضى، ولكن أيضا فى الاشتباكات فى الشوارع بين أنصار ومعارضى الإخوان المسلمين. كما أنه يتم تضخيمه أيضا فى الموجات الهوائية. فبعض المنابر الإعلامية ومن بينها القنوات المملوكة للدولة والتى تختلق الحيادية وتقل نسبة مشاهدتها، يدعون لضيوف من جانبى الانقسام السياسى فى مصر. والأخبار وبرامج التوك شو فى عدد من القنوات الخاصة التى تجتذب الآن عدد أكبر من المشاهدين تقوم بعناء أقل لكى تبدو محايدة أو لا تهتم على الإطلاق بمسألة الحياد. وتمضى الصحيفة فى القول بأنه لا يوجد تقييمات محددة عن القنوات الأكثر شعبية، إلا أن الإعلان يحدد تلك القنوات أو أكثرها جذبا للقوة الشرائية وتقدم برامج حديثة ذات صبغة علمانية. وتقدم هذه القنوات صورة لمصر تبدو حضرية بشكل واضح تركز على الطبقة الوسطى المتعلمة مع مذيعات غير محجبات ومذيعين يزينون حديثهم بعبارات إنجليزية ويتأملون مسائل مثل حقوق الإنسان ومعنى المواطنة. ولا عجب أنه خلال موجة الاحتجاجات والمظاهرات المضادة الأخيرة قام حشد من السلفيين، فى إشارة على حازم أبو إسماعيل وأنصاره بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى التى تضم أستوديوهات أغلب تلك القنوات. واتهموا القنوات الخاصة بإفساد الجماهير. وتابعت الصحيفة قائلة، إن هناك رسالة أخلاقية مشابهة تتردد فى القنوات السلفية التى تضم عدد لا يحصى من الشيوخ الملتحين. والإخوان المسلمون لديهم البوق الخاص بهم ممثلا فى قناة مصر 25 التى تفضل نظرة ولهجة أقل هدوءا. وتقول الإيكونوميست إن التشاحن بين شبكات الإعلام الأمريكية يعتبر لا شىء مقارنة بالصراع المشتعل حاليا على الشاشات الإعلامية فى مصر. وطالما رثى نقاد وسائل الإعلام تراجع الحيادية فى تغطية وسائل الإعلام الأمريكية للأخبار، بعدما أصبحت الموضة تتمثل فى تعصب هذه القناة أو تلك لهذا الحزب أو ذاك، وهو ما ترتب عليه انحطاط مستوى الحوار، وانقسام الكتلة التصويتية الجماهيرية بين معسكرات متعصبة دون فهم وأخرى لا ترى سوى نفسها. وقالت المجلة إن ما يحدث فى مصر أمر طبيعى، بالإشارة إلى تاريخ الإعلام المرئى فى البلاد منذ البث الأول عام 1960 إبان احتكار الدولة لقنوات التليفزيون الأرضى، وما تلا ذلك من إحكام وزارة الإعلام لقبضتها على القنوات الفضائية الخاصة منذ بدء بثها قبل عقد مضى وحتى اشتعال ثورة يناير 2011 التى أنهت عقودا من الاستبداد.