أدان عدد من الأدباء والمثقفين اعتداء عدد من شباب جماعة الإخوان المسلمين، أمس الجمعة، على النائب أبو العز الحريرى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، والمهندس حمدى الفخرانى، نائب مجلس الشعب المنحل، خلال مشاركتهما فى مظاهرات جمعة الغضب، للتعبير عن رفضهم للإعلان الدستورى الذى أعلنه رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى. الكاتب الكبير يوسف القعيد، وصف فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" الاعتداء على "الحريرى" و"الفخرانى" بالبلطجة، مؤكدًا أن المحزن والمثير أنها بلطجة تمارسها الدولة، فالإخوان سواء أكانوا الحزب أو الحكومة أو الرئاسة أو البرلمان كلهم كتلة واحدة مسئولون عن تأمين حياة كل مواطن مصرى، مضيفًا "فما بالك برموز ونخبة سياسية ذهبوا للتعبير عن الرأى السلمى فى قرارات أصدرها رئيس الجمهورية". ورأى "القعيد" أن ما يحدث هو بداية حقيقة لتحويل الأوضاع فى مصر لتكون أشبه بالأوضاع فى لبنان، مؤكدًا أننا أمام محاولة لاستبدال وطن بجماعة، مدللاًَ على ذلك بأنه كان من الخطأ الكبير أن تطالب جماعة الإخوان المسلمين من شبابها القيام بحماية مقراتهم فى مختلف محافظات الجمهورية، وكان من الأصح أن يُطلب ذلك من وزير الداخلية، ليقوم بتأمين بدلاً منهم، موضحًا أن قيام الشباب بتأمين المقرات يعطيهم فرصة كبيرة لفعل أى اعتداءات على كل من يقترب بحجة التأمين. وقال الشاعر أحمد سويلم، عضو اتحاد كتاب مصر، لا شك فى أن الإخوان تمثل ميليشيات عنف دائمًا، ابتداءً من أحاديثهم حتى الاعتداء باليد أو أى شىء آخر، وواضح جدًا أنهم مدفوعين بأطماعهم دائمًا للاستحواذ على كل شىء، ومن أجل الوصول إلى لتحقيق هذا الهدف يستخدمون أى وسيلة ممكنة، مشروعة أو غير مشروعة، وفى هذا السياق يمكن أن نلحظ العداوة الشديدة للثقافة والمبدعين والمثقفين لأنهم ليس لديهم أى كادر ثقافى أو مبدع والدليل على ذلك أن اتحاد كتاب مصر، هى النقابة الوحيدة التى لم يسيطر عليها الإخوان المسلمين والسلفيون لأنهم ضد الثقافة والإبداع، ولأنهم ليس لديهم من يستحق عضوية اتحاد الكتاب. وأضاف "سويلم" أن الرموز السياسية التى يتم الاعتداء عليها، هى ليست فقط رموزًا سياسية ولكنها أيضًا رموز ثقافية، فكرية، لها منطق ولها عقل، ورؤية، وهذا كله يتعارض مع أسلوب الإخوان المسلمين فى التعامل مع الواقع. وأوضح "سويلم" أن الإخوان المسلمين يهدفون إلى تقسيم مصر إلى قطعٍ أو تيارات منفصلة، حتى يستطيعون أن يوقعوا بين هذه التيارات، ويزدادوا طمعًا فى السلطة، وأعتقد أنهم لن يستطيعون أن يفعلوا ذلك، لأن مصر أكبر كثيرًا من هذه المؤامرات، والإنسان المصرى بطبيعته يرفض أن ينقسم على نفسه، أو أن تكون هناك حروب أهلية كما يحدث فى أى بلدٍ آخر، وقد سبقت محاولات كثيرة فى هذا السياق، لكنها لم تفلح. الشاعر محمود قرنى قال ل"اليوم السابع" هذه ليست المرة الأولى التى يتعدى فيها الإخوان على خصومهم السياسيين، فقد حدث ذلك بالعشرات أمام مجلس الشعب، وهى طريقة لحسم الخيارات بالقوة، بمنطق كل ديكتاتورية تعتقد أنها تملك الحقيقة المطلقة، وقد أثبت الإخوان المسلمون منذ توليهم السلطة أنهم الأسوأ بامتياز فى تاريخ الحكومات المصرية، وربما كانوا يعدون العدة لحرب أهلية تتعاظم شواهدها يومًا بعد يوم حال اقترابهم من فقد السلطة والأمر فى مجمله هو من أقصى التعبيرات الفجة عن سلطة لا تستند إلى مشروع وطنى بل تتعامل مع الواقع المصرى باعتباره فكرة مجردة فى إطار مشروع أشمل يفقد معناه فى ظل مناخٍ دولى مضطرب وغير قادر على التحقق. وأضاف "قرنى" إن الإخوان المسلمين فشلوا بامتياز وسيسقط نظام حكمهم فى القريب العاجل، ولن يعصمهم من ذلك احتماؤهم بأكاذيب الشريعة والخطاب السياسى الذى يستغسل الجماهير ويتعامل معهم كما يتعامل الراعى مع القطعان، وضرب أبو العز الحريرى وحمدى الفخرانى لن يكون نهاية هذا المسلسل الدامى.