أثارت موجة الاعتداءات التى تعرض لها نشطاء وشخصيات عامة على خلفية معارضتهم لقرار الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بعودة البرلمان، ومشاركتهم فى رفع دعاوى قضائية ضد القرار، تخوفات من أن يسود العنف كأسلوب للتعامل مع الخلافات السياسية بين القوى المختلفة، وكان آخرهم النواب أبوالعز الحريرى عن «التحالف الشعبى الاشتراكى»، وحمدى الفخرانى ويوسف البدرى المستقلين. واعتبر النائب حمدى الفخرانى هذه الممارسات «إرهابا فكريا وبدنيا للسياسيين وبلطجة من جانب حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان»، وهو ما تحاول أن تنفيه الجماعة عن نفسها، بعرض فيديوهات تحاول من خلالها نفى التهمة عن أعضائها، فيما قال الدكتور عمرو دراج، أمين حزب الحرية والعدالة بالجيزة: «الفخرانى وغيره ممن يتهمون أعضاء الحزب بالاعتداء عليهم ليس معهم كارنيهات الناس حتى يقولوا إنهم شباب الإخوان والحزب»، مشيرا إلى أن هناك أناسا يدّعون صفات وأشياء معينة لتشويه الجماعة، وشدد على أن «الاعتداءات على الشخصيات السياسية ليست من أخلاق ولا عادات الإخوان»، «مَن معه دليل عليه تقديمه». واعتبر عبدالغفار شكر، وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى، أن الاعتداءات على السياسيين «ظاهرة جديدة ومزعجة، وبداية سيئة للعلاقات بين القوى السياسية»، داعيا قيادات جماعة الإخوان المسلمين إلى تدارك ذلك وتوجيه أعضائهم وأنصارهم لعدم القيام بهذه الممارسات. وقال الدكتور عماد جاد، عضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، ل«الوطن»، إن هذه الممارسات تطرح تخوفات من ظهور «ميليشيات ملاكى» لدى القوى السياسية لقمع المعارضين، بديلا عن الأمن المركزى الذى كان يستخدمه النظام السابق، مؤكدا أن الحل فى «تطبيق القانون». من جانبه حذر أبوالعز الحريرى، النائب والمرشح الرئاسى السابق الذى تعرض لمحاولة الاعتداء مساء الثلاثاء الماضى فى ميدان التحرير من جانب أنصار جماعة الإخوان المسلمين، من أن يقود هذا النوع من العنف إلى اندلاع حرب أهلية فى البلاد، وأشار أبوالعز، الذى تعرض للاعتداء أثناء صعوده لحجرته فى «لوكاندة الإسماعيلية» المطلة على ميدان التحرير، إلى أن وقوع هذه الاعتداءات خلال «المليونية» التى دعت لها الجماعة وعدد من تيارات الإسلام السياسى فى الميدان لتأييد قرار الرئيس مرسى، يعنى أنهم أعضاء بالجماعة، أو على الأقل فإن الجماعة تتحمل، مع بقية المشاركين فى المليونية، مسئولية سياسية عن ذلك. وكشف المرشح الرئاسى السابق عن حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، عن أنه قال للقيادى الإخوانى محمد البلتاجى، بعد الاعتداء بقليل فى اتصال هاتفى: «لا بد من إصدار بيان يدين العنف الذى صدر من جانب أنصاركم»، وهو ما لم يحدث، حسب قوله، وأضاف أنه قال للبلتاجى: «أنتم لم تعتذروا ولم تصدروا توجيها لأنصاركم يدين هذه التصرفات، وهو ما يعنى أنكم تتبنون هذا المنهج، وستُدخلون البلد فى حرب أهلية»، مشيرا إلى أن البلتاجى لم يبدِ اعتراضه أو موافقته على هذا الكلام. وقال الحريرى: لجوء جماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسى إلى العنف قديم وهو جزء أصيل فى سلوكهم، وهو ما ظهر واضحا من قبل فى اغتيالهم للسادات، أما الآن فهو يشير إلى سعيهم لاغتصاب السلطة والوطن بعيدا عن الأساليب الديمقراطية الرشيدة وصحيح الدين الذى يقول «ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة». وكشف الحريرى عن أنه طرح على البلتاجى، فى اتصاله، دعوة كل القوى الوطنية لمائدة مستديرة للاتفاق على منهج ديمقراطى سلمى للتعامل واعتماد المعايير الديمقراطية المعروفة عالميا لإدارة الأوطان فيما بينها، على حد قوله.