حذرت مصادر بريطانية من أنه فى حالة تنفيذ فرنسا تهديدها بالانسحاب من قمة العشرين المقبلة بلندن، فسوف تكون هذه ضربة سياسية لكل من رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون والرئيس الأمريكى باراك أوباما. وأكدت وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاجارد إمكانية ألا يوقع الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى على أية اتفاقية فى القمة إذا ما شعر بعدم تلبية مطالب بلاده الخاصة بتشديد القواعد التنظيمية للقطاع المالى. وكان كل من براون وأوباما قد أبديا آمالا عريضة بشأن قمة العشرين لحفز عملية التعافى الاقتصادى العالمى، وقال رئيس الوزراء البريطانى إنه يجب أن يضخ هذا الاجتماع "أوكسجين الثقة" للاقتصاد العالمى الراهن ويجدد الأمل لدى شعوب جميع الدول بالنسبة للمستقبل. وقال بعض المراقبين إنه رغم ذلك فقد بدأت الانقسامات تظهر من جديد بين زعماء آخرين فى بلدان أخرى من العالم، بشأن كيفية معالجة الأزمة الاقتصادية، حيث تقاوم الدول الأوروبية على وجه الخصوص الدعوات الخاصة بالالتزام بزيادة الإنفاق العام هذا العام والعام الذى يليه. ومن المقرر أن يصل الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى لندن فى وقت لاحق اليوم، الثلاثاء، لتكون هذه أول زيارة له لأوروبا منذ توليه مهام منصبه فى البيت الأبيض يناير الماضى. وكان الرئيس الفرنسى قد أعرب خلال لقائه مع رئيس وزراء لوكسمبورج جين كلود جانكير عن انتقاده للاقتصادات الأنجلو- أمريكية ، مشيرا إلى أن الأزمة العالمية بدأت فى الولاياتالمتحدة، غير أن هذه الاقتصادات ترفض إضافة جرعة من القواعد التنظيمية التى تحتاجها الأسواق المالية والنظام المالى الدولى. ومن ناحية أخرى، بدت ملامح تفاؤلية من خلال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التى أشارت إلى أن هناك فرصا كبيرة للتوصل إلى اتفاقيات من بينها ما يتعلق بتنظيم عمل صناديق التحوط.
