لم تكن زيارة كريستين لاجارد وزيرة التجارة الخارجية الفرنسية لمصر مجرد زيارة عادية تحمل معها عبارات الدبلوماسية الفرنسية وانما زيارة "بيزنس" حرصت خلالها أن تكون الزيارة مثمرة ونتائجها ملموسة حيث سبق مجيئها نشاط مصري فرنسي واضح علي مستوي التجارة الخارجية. وقبل أن تغادر كريستين لاجارد القاهرة وتنهي زيارتها التي بدأتها الجمعة وانهتها الثلاثاء الماضي أدلت بحوار خاص ل "الاسبوعي" أكدت فيه بصراحة ان الهدف الأساسي في هذه الزيارة الالتقاء بالوزراء والمسئولين المصريين من أجل دعم الشركات الفرنسية للحصول علي عقدين احدهما لتنفيذ الخط الثالث من مترو الانفاق بتكلفة تصل إلي 700 مليون جنيه بالاضافة إلي دفع صادرات فرنسا. وعندما سأل "الأسبوعي" عن تقييمها لبرنامج الاصلاح الاقتصادي أشارت إلي الحركة المصرفية النشطة واهتمام البنوك الفرنسية بالتوسع في مصر وقالت ان ذلك يعبر إلي حد كبير عن مدي الثقة في العملية الاقتصادية. وفيما يلي نص حوار "العالم اليوم الاسبوعي" مع وزيرة التجارة الخارجية الفرنسية كريستين لاجارد. * ما سر الاهتمام الفرنسي بالمصارف المصرية خاصة ان الفترة الماضية شهدت تواجدا فرنسيا مكثفا من بنوك سوسيتيه جنرال وكاليون وبي إن بي باريبا؟ ** هذا الاهتمام ليس حديثا فالمصارف الفرنسية موجودة منذ فترة طويلة في مصر، ومستمرة في عملها ولا يوجد لديها خطة لتقليص حجم العمل بل بالعكس فمن الواضح ان لدي البنوك الفرنسية خطة ورغبة في التوسع في عملها في مصر ويدعم هذه الرغبة التوجه الحكومي لمصر نحو مزيد من تطبيق برنامج الخصخصة ومن ناحية اخري فالبنوك بطبيعتها متحفظة فيما يتعلق بالمخاطر لذلك فهي تتحسب لكل خطوة تخطوها واذا كانت المصارف الفرنسية تتوسع في تواجدها في مصر فهذا يعني الثقة الكبيرة في السوق المصرفي المصري كما انه مع مجيء الاستثمارات الفرنسية لمصر ستعمل البنوك الفرنسية المصرية علي تقديم تسهيلات وبرنامج تمويلية مختلفة. فرنسا.. والبنوك المصرية * وهل هناك اهتمام فرنسي بخصخصة بنك الاسكندرية؟ ** صراحة لا أعرف تخطيط المصارف الفرنسية في هذا الشأن. * هل يرجع ذلك الاهتمام المصرفي الفرنسي إلي رغبة المستثمرين في وجود بنوك فرنسية في مصر تساند استثماراتهم خاصة في مجال الاقراض طويل الاجل والذي تتردد البنوك المصرية في طرحه؟ ** لاشك ان المستثمر يحكم علي قضية ما من وجهة نظره الخاصة وتبعا لظروفه واذا نظرنا من جانب وجهة نظر المصارف الفرنسية سنجد انهم يتسمون بالحذر الشديد وعندما يقومون بشراء بنك أو حصة في بيزنس فهم يقومون بالتحقق من جميع الجوانب المتعلقة بهذا البيزنس واعتقد ان البنوك الفرنسية تحاول اكتشاف الفرص المتاحة في السوق المصري وبالطبع يتم ذلك في اطار القواعد والقانون. أسباب الزيارة * وماذا عن الاهتمام الفرنسي بالفوز بعقد الخط الثالث من مترو الانفاق وزيادة صادرات القمح الفرنسي؟ ** نعم لا استطيع ان أنفي أنني جئت إلي مصر لادعم رغبة الشركات الفرنسية في تنفيذ الخط الثالث من مترو الانفاق خاصة ان لديهم خبرة طويلة في هذا المجال وقاموا بتنفيذ الخط الأول والثاني ولديهم خبرة بطرق الحفر وطبيعة التربة المصرية لكنني لا استطيع التدخل لانه يعد عملا حكوميا، وعلي الحكومة المصرية ان تقرر الشركة الأحق بهذه الصفقة. أما القمح فنحن نشعر بأن العلاقات المصرية الفرنسية في تحسن مستمر لذلك نرغب في ان نتجاوز مرحلة بيع القمح الفرنسي إلي مصر لنصل إلي شراكة حقيقية يتم فيها تبادل الخبرات والتكنولوجيا بحيث تقوم فرنسا بتصدير القمح والتكنولوجيا الفرنسية لتصنيع الخبز والاستفادة من الخبرة المصرية في التصنيع والابحاث وانا علي ثقة تامة انه يمكن الاستفادة من الخبرة المتبادلة بين الجانبين. التجارة العالمية * تركزت محادثاتك مع المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة الخارجية والصناعة علي المفاوضات التي دارت في هونج كونج في اطار منظمة التجارة العالمية رغم اختلاف التوجه الافريقي الذي تدعمه مصر عن التوجه الأوروبي الذي تدعمه فرنسا فهل هناك دور وسيط تلعبه فرنسا للتقريب بين التوجهين؟ ** لا يوجد دور وسيط تلعبه فرنسا فمصر ممثلة للدول الافريقية في المنطقة وفرنسا لها تمثيل علي مستوي المفوض الأوروبي وبالفعل مواقفنا مختلفة لكنني كنت اتحدث مع المهندس رشيد وزير التجارة الخارجية في اطار تبادل الآراء ومقارنة الملاحظات وقد أوضحت له تحليلي لنتائج المفاوضات التي دارت في ديسمبر الماضي في هونج هونج وذكرت ان الدول الكبيرة الناشئة ومنها مصر باتت تشكل إلي جانب أوروبا والولايات المتحدة عناصر أساسية فاعلة ضمن منظمة التجارة العالمية وكان لمصر دور مؤثر في مفاوضات هونج كونج بصفتها عضوا من اعضاء مجموعة الدول العشرين ولكونها تترأس المجموعة الافريقية.