تحدث الكاتب المخضرم روبرت فيسك فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن تأثير ما يحدث فى سوريا على حزب الله اللبنانى، وكيف أن مصير النظام فى دمشق مهم لمستقبل الميليشيا اللبنانية الشيعية. يقول فيسك إن حزب الله كان يوما ما حركة "مقاومة" لبنانية، جيش عصابات شجاع مضحى بنفسه نجح فى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للبنان قبل 12 عاما. لكن اليوم يبدو أكثر شبها بأى مؤسسة أمنية عربية أخرى، أو غير أمنية، حيث إنه يجعل طائرة بدون طيار تحلق فوق إسرائيل ويستمر فى دعم نظام الرئيس السورى بشار الأسد برغم إدانة الكثير من اللبنانيين له. ويضيف فيسك إن السياسى اللبنانى وليد جنبلاط الشهير بالتمايل بين معارضة سوريا وتأييدها، هو واحد من بين عدد من السياسيين فى لبنان الذين يسألون لماذا لم يقدم حزب الله دعمه السياسى والعسكرى للمقاومة السورية بدلا من النظام الذى تحاربه. ويشير فيسك إلى حزب الله لا يحارب إلى جانب رجال الأسد، مثلما تقول الخارجية الأمريكية، إلا أنه يفترض أن هناك واجبات أمنية على الجانب السورى من الحدود اللبنانية، وهى إبقاء الحدود اللبنانية السورية بعيدا عن المتمردين من المعارضة، واستخدام أجهزة مخابراته الهائلة لخدمة نظام الأسد. ويمضى الكاتب البريطانة فى القول إن لا أحد يشكك فى القدرة القتالية لتلك الجماعة من حركات العصابات الأكثر كفاءة، فى إشارة إلى حزب الله. لكنه عانى من عيبين أساسيين، هو أنه جماعة شيعية، ومن ثم طائفية بطبيعتها، وأنه يمول سنويا بملايين الدولارات من إيران. ودعم الحزب المستمر للأسد، الذى ينتمى للطائفة العلوية الشيعية يزيد من طائفيته، فى حين أن علاقته بإيران تبعده عن المسلمين السنة وأغلب المسيحيين. وتناول فيسك المشكلات التى يواجهها حزب الله حاليا، وقال إنه مع تراجع العملة الإيرانية بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، فإن الأموال التى يتلقاها حزب الله من النظام الإيرانى ستتراجع. كما أن أربعة من عملائه متهمون من قبل المحكمة الدولية التى تحقق فى اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى. وختم فيسك مقاله قائلا لو أن الدعم الغربى للمعارضة السورية هو محاولة من الغرب لتدمير الحليف العربى الوحيد لإيران، فإن حزب الله سيكون وحده، وما سيجعل إسرائيل تشعر بالسرور، وكذلك الولاياتالمتحدة. هذا مالم ينجو بشار الأسد بالطبع.