اعرب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن تشاؤمه الكبير ازاء الوضع في لبنان الذي وصفه ب"الخطير جدا" غداة المواجهات الدامية في ضواحي بيروت التي اوقعت ثمانية قتلى. وقال كوشنير في ختام اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي في بروكسل "لا يوجد تقدم في كل مرة توضع عراقيل جديدة، الامر سلبي للغاية". وتابع الوزير الفرنسي "نحن الى جانب الجامعة العربية في سعيها للتوصل الى حل". واضاف "ان مبادرة الجامعة العربية هي نفسها التي تقدمت بها اسبانياوفرنسا وايطاليا" في السابق مشككا في امكانية خروج لبنان من المأزق السياسي الحالي ما دامت سوريا تقوم بدور المعرقل. ودعا كوشنير الى اتخاذ موقف اوروبي موحد من سوريا ، وشدد على ضرورة "التأكيد مجددا على اهمية اتخاذ موقف موحد" وكان كوشنير اعلن في تصريح صحفي في الرابع والعشرين من الشهر الجاري ان المحادثات التي تجري مع سوريا لا تحقق تقدما. وقال ان "الجامعة العربية والسعودية والاردن (...) كلهم يتحدثون مع سوريا ووزير الخارجية الالماني (فرانك فالتر شتاينماير) تحدث ايضا مع سوريا. لكننا لا نحقق تقدما". وامام غياب اي تقدم في حل الازمة السياسية في لبنان علقت فرنسا في الثلاثين من كانون الاول/ديسمبر الماضي اتصالاتها الدبلوماسية مع دمشق حتى تقوم الاخيرة ب"خطوات ملموسة" باتجاه تسهيل الحل في لبنان. وليد جنبلاط ومن جانبه ، اتهم الزعيم اللبناني وليد جنبلاط حزب الله الشيعي بتسهيل "عمل اجهزة الاستخبارات السورية" في لبنان واتهمه بالدفاع "المستميت" عن النظام السوري وعن سياسة "التوسع" الايرانية. وقال جنبلاط بعد ايام على اغتيال مسؤول امني لبناني كبير كان يحقق في الجرائم السياسية الاخيرة في لبنان "اعتداء بعد اعتداء يواصل السوريون وحلفاؤهم اغتيال زهرة الحركة الاستقلالية اللبنانية". وقال ايضا "لا يمكن ان تكون لديك هذه القدرة على التدمير والاغتيال من دون حلفاء لهم وجودهم الراسخ على الارض" مضيفا ان "حزب الله يسهل عمل اجهزة الاستخبارات السورية ويدافع في شكل مستميت عن النظام السوري وعن سياسة التوسع الايرانية". كما اتهم جنبلاط الدول الغربية بالتخلي عن لبنان. وقال "لقد تخلى الغربيون عن لبنان وحوارهم مع (الرئيس الايراني محمود) احمدي نجاد و(الرئيس السوري) بشار الاسد يذكرني بحوار هتلر مع تشامبرلين قبل الحرب العالمية الثانية". واكد جنبلاط ان "سوريا وايران وحلفاءهما يريدون الفراغ في شكل يتيح لهم فرض سيطرتهم ببطء ولكن بثبات. قد لا نستطيع وقف ذلك الا اننا لن نستسلم".