يعد بليغ حمدى صاحب مدرسة فنية كبيرة، وبمجرد ظهوره بدأ التأثير فيمن جاء بعده بشكل أو بآخر، وهذا التأثير لم يقتصر على مرحلة معينة أو أسماء دون غيرها، بل إنه امتد واتضح بشدة فى أعمال الملحنين الشباب الذين لمعت أسماؤهم مؤخرا، فهم خرجوا من عباءة بليغ الموسيقية، وساروا على دربه، فظهرت روحه فى ألحانهم. "بليغ ملحن مقنع فى كل الحالات والأنواع الموسيقية، فنحن نصدقه عندما يضع لحنا جادا جدا، كما نقتنع به أيضا عندما يضع ألحانا تتميز بالدلع والدلال، ونتقبل منه النوعين بمنتهى الحب" هكذا ينظر الموسيقار وجيه عزيز إلى بليغ حمدى وأعماله: فمثلا عندما يلحن للمطربة صباح أغنية "عاشقة وغلبانة" نجد فى ألحانه طابع الدلع وروح الشباب، وعندما يلحن أغانى فيلم "شىء من الخوف" التى غنتها شادية، نجد فيها نسبة كبيرة من الشجن والحزن، ونحن نصدقه فى الحالتين. موسيقى بليغ تتميز من وجهة نظر عزيز بأنها مصرية جدا، لأن أصوله تعود إلى جنوب مصر، فأتت موسيقاه شرقية تماما، إلا أنه لم يغرق نفسه فى الشرقية بل نوع فيها. ولا ينفى عزيز تأثره ببليغ حمدى، مشيرا إلى أنه تعلم منه الجرأة فى التعامل مع الأصوات الغنائية مهما كان نوع الصوت الذى أمامه، مؤكدا أن بليغ سيطر لمدة حوالى 10 سنوات على الساحة التلحينية فى مصر. تنوع الاصوات التى لحنها بليغ يثير أيضاً إعجاب عزيز: "عبد الحليم، وأم كلثوم، ومحمد رشدى، وصباح، والشيخ سيد النقشبندى، وعفاف راضى، وشادية، أرى أن هذا مثير للدهشة، خاصة أنه أضاف لكل هذه الأصوات الغنائية من روحه شيئا مميزا، حتى أن المستمع العادى يستطيع تمييز ألحانه فور سماعها دون أى صعوبة، لأنها تمتاز بالبساطة وبالتالى تكون سهلة الحفظ". المحلن محمد رحيم يعشق الثورية فى ألحان بليغ: "كان يحمل فى داخله تحديا خاصا، خاضه ونجح فيه، وتصدى لكل معارضيه ليصبح واحداً من أشهر الملحنين العرب فى القرن العشرين". رحيم يوضح أنه يحاول استخدام معظم الإيقاعات العربية، وابتداع بعض الإيقاعات المركبة، كما كان يفعل بليغ، وأن بداخله دائما رغبة شديدة فى التجديد، وكسر قيود التلحين الموسيقى باحترافية كما كان الحال مع بليغ، مع عدم الإخلال بجماليات الموسيقى، وهو يعتبر ذلك أحد أسباب نجاح وتميز بليغ فى عالم الموسيقى. أما الملحن وليد سعد تشده دائما موسيقى بليغ: "غالبية ألحانه تتميز بالطابع الحزين، مثل "تخونوه" و"أى دمعة حزن لا"، و"موعود" لعبدالحليم حافظ، و"حكايتى مع الزمان" لوردة، وهو النوع الأقرب إلى قلبى، ولقد تأثرت به كثيرا، وأحاول دائما السير على نهجه، كما يعجبنى فى ألحان بليغ اهتمامه الدائم بتطوير دور الكورس خلف المطرب والاهتمام به إلى أقصى الحدود". الملحن خالد عز يرى أن بليغ واحدا من أهم الملحنين فى المائة عام الماضية، على اعتبار أنه استطاع التعبير عن جميع فئات الشعب "الفقير قبل الغنى والبسيط قبل المثقف"، ويؤكد عز أن بليغ حالة إبداع خاصة جداً لم ولن تتكرر "وأنا لم أقصد التأثر بموسيقى بليغ حمدى، لكنها تسللت إلى وجدانى وسكنت روحى دون أن أشعر، فمن منا لم يتأثر بموسيقاه وأغنياته، الشعب بأكمله تأثر به لدرجة أن الجمهور العادى يستطيع تمييز ألحانه عن باقى الألحان الأخرى". ويرى الملحن محمد يحيى، أن بليغ حمدى فنان من طراز خاص لم يحصر نفسه فى قالب موسيقى واحد، بل تنوعت أغانيه ما بين الرومانسية والشجن والخفيفة، وهو ما يحرص عليه يحيى، حيث تعلم من بليغ الاتجاه دائما إلى التنوع والتعدد، ضاربا المثل بأغنياته "ريحة الحبايب" و"يدق الباب"، و"خلينا نشوفك"، فى ألبوم عمرو دياب "ليلى نهارى"، حيث حرص على تقديم أكثر من لون موسيقى فى ألبوم واحد. ويؤكد يحيى أنه تربى على ألحان الكبار وعلى رأسهم بليغ، "لأنه كان يحمل روح الشباب بداخل أغنياته، مثل أغنيته "وحشتونى" و"ليالينا" لوردة، و"أه يا أسمرانى" و"مكسوفة" و"خلاص مسافر" و"أنا عندى مشكلة" لشادية، وغيرها من الأغنيات. لمعلوماتك.. ◄ 1957 غنى عبد الحليم أغنية "تخونوه" التى لحنها بليغ لليلى مراد قبلها بوقت طويل. موضوعات متعلقة.. ◄ نقاد وصناع الدراما يعترضون على اختيار نجاتى لتجسيد الدور ◄ ارتبط كثيرا بأمه.. واعتبر كل الأطفال أبناءه عندما حرمه الله من الإنجاب ◄ الرجل الغامض الذى فتح بيته لكل من هب ودب واتهم فى جريمة قتل