إن ما حدث الجمعة الماضى فى ميدان التحرير ليس له مسمى غير المهزلة، ولا تليق بنا كأصحاب قضية وهدف أن يتحول اعتصام سلمى له مطالب محددة، وذات هدف واعتراض على بعض السياسات إلى تناحر بين التيارات العلمانية والليبرالية واليسارية وبين جماعه الإخوان وتبادل الإهانات والسباب والعنف ووقوع إصابات. إن ما حدث يدل على أننا ما زلنا لا نعرف معنى الديمقراطية ولا كيفية ممارسة السياسة وبداية السقوط وقد طالبنا مرارا وتكرارا أن يجلس الجميع على مائدة واحدة وأن تتعرف التيارات على بعضها البعض، وتقرب وجهات النظر والأيدولوجيات وأن يجتمعوا على مصلحة الوطن مثلما يحدث فى كل دول العالم، لكن للأسف نحن أمام أحزاب متصارعة تسير على مبدأ المغالبة والتناحر وليس المشاركة. إن ما حدث يدل على أننا ليس لدينا وعى سياسى كاف، ونحن فى مرحلة حرجة وفيها الكثير من التخبط ولا أعلم لماذا اعترض الإخوان على اعتراضات التيارات الأخرى من محاكمة عادلة لقتلة الثوار وإظهار الأدلة التى تم إخفاؤها عمدا، وكذلك الدستور الذى يطبخ، هذا أنسب تعبير يليق به من تيارات الأغلبية التى تسعى إلى وضع دستور خاص بها لتدعيم حكمها، وتعمل على تقييد حريات العامة وتهميش المرأة والأقليات وهو دستور ليس يعبر عنا كمصريين، ولا يليق بدستور ثورة ولا يختلف عن الدستور السابق بل هو أسوأ منه على الأقل كان الدستور السابق يتحدث عن الحريات شكليا أما هذا الدستور فقد ألغاها من الأصل صراحة ومن حق الجميع أن يعبر عن رأيه واعتراضه، فالرئيس يتحدث عن إنجازات لا يشعر بها أحد والمواطن مطحون يقاتل من أجل رغيف العيش والوقود ولا يشعر بنهضة أو بأى شىء خاصة بعد أن قالت الجماعة، إن مشروع النهضة ليس له وجود لذلك شىء طبيعى الاعتراض. للأسف لا تريد الجماعة أن تنزل إلى أرض الواقع، ولا تريد أن تتعاون ودائما ترفض الحوار، ويكون رد فعلها الهجوم دائما. إن ما حدث وما زال يحدث وسيستمر هو مهزلة سياسية تدل على سقوط الجميع سياسيا، وأنها صراعات أيدلوجية الكل يريد أن يفرض فكره بالقوة لا يوجد احترام الآخر، فهل هذه هى الديمقراطية التى مات من أجلها الكثير، وحلم بها الآلاف من الشعب، أترك الجواب والحكم لكم.