الباحث والناظر والمتأمل فى الشئون السياسية فى مصر يجد أنه لو ظل حال النخبة والأحزاب والمعارضة على هذه المعارضة الوهمية، والبحث عن أخطاء الإخوان والسلف وإظهارها على الإعلام واستمر النقد فقط للهدم وليس للبناء فى هذه الحالة نريد معارضة حقيقة قوية تحمى التيار الإسلامى من نفسه، أُبشر جميع الأحزاب والمعارضة والنخبة أن الحكم سوف يظل إخوانيا أو سلفيا خلال قرن على الأقل، وسوف يفوز هذا التيار الإسلامى دائماً وبنسبة كبيرة فى أى انتخابات قادمة، وهذا ليس فى صالح مصر الآن وأن التعددية الحزبية وتداول السلطة يثرى مصر بالبناء الديمقراطى، ويخرج أفضل وأحسن ما فى داخل كل حزب لصالح هذه البلاد وحكم حزب واحد خطر على مصر لأننا دفعنا ثمناً غالياً من دم الشهداء فى 25 يناير بسبب أن الحرية المطلقة فساد مطلق ولا نريد أن نكرر هذا النظام حتى لو كان نظاما إسلامياً نريد معارضة حقيقة تنقد النقد للبناء والنصح وتصحيح مسار الحاكم وتظهير الإيجابيات للحاكم، كما تظهر السلبيات ولا تقلب الحقائق على الشعب نقول بكل صراحة للمعارضة المطلوب من المعارضة أن تنزل إلى الشارع وتعمل وتجتهد وتلتصق بالشعب، وتحل له بعض المشاكل حتى يكون لها أرضية فى أى انتخابات، الآن الشارع لا يعرف غير الإخوان أولاً والسلف ثانياً وباقى الأحزاب تليفزيونية سوف يظل الناخب يختار أولاً وثانياً سوف يكون هذه فى المحليات ومجلسى الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية، أرجو من الأحزاب والمعارضة أن تترك مقاعد الفضائيات وتنزل إلى الشارع، إن كانت هذه المعارضة جادة فى تغيير نفسها من الأحزاب الكرتونية متعاونة مع السلطة إلى لعب دور أساسى فى التغيير السياسى فى مصر جميع الأحزاب بما فيه أقدم الأحزاب مثل الوفد والناصرى والأحرار ليس لها وجود حقيقى وتأثيرى على الشارع المصرى لأنها كانت معارضة أليفة ومستأنسة للنظام البائد فعليها أن تعمل بجد لتجد لنفسها مكانة على الخريطة السياسية لأنه الآن لا ينفع المعارضة من داخل أبراج زجاجية لابد من الدخول فى قلب ووجدان الموطن ولابد أن تتوقف هذه الأحزاب على شرف وتاريخ وأمجاد الأحزاب فى الماضى لأن هذه الأجيال المؤثر فى الصندوق لا تعرف الماضى، كما لابد أن تتوقف الأحزاب والمعارضة على إظهار سلبيات التيار الإسلامى السياسى وتحاول أن تبنى لنفسها مجداً تظهره وتتكلم به فى الحاضر لأن إظهار التيار الإسلامى بالضعف والتقصير والتكويش والاستحواذ لن يفيد أى حزب لأن المواطن سوف يسأل من هو البديل لا يوجد أحد على الساحة يملأ هذا الفراغ جميع الأحزاب لم تتعلم شيئًا من أحداث 25 يناير لأن من أهم ظواهر ومفردات ثورة 25 يناير أن عندما قامت الثورة وتنحى المخلوع لم يجد المواطن أى فصيل أو حزب أو تيار يعمل ومعروف وله تاريخ غير الإخوان المسلمين، وأُبشر جميع الأحزاب إن لم تنزلوا إلى الشوارع وتقوموا بالدور المعارض الحقيقى سوف يتكرر هذا الأمر فى أى ثورة قادمة أو أى انتخابات قادمة أيها المعارضة ليس المواطن هو المخطئ فى اختيار التيار الإسلامى السياسى أنتم المخطئون لأنكم لم تتحدوا وتكونوا لنا معارضة حقيقية وقوية قادرة على المنافسة، نريد معارضة حقيقية، كى يعمل لها النظام حسابا وتكون بديلا لأى نظام حكم فاشل أو فاسد، إن لم تتحدوا وتكونوا تيار معارضة وقويا يكون هدفه مصلحة البلاد والبناء سوف تخلدون وتسطرون بأيديكم حكم التيار الإسلامى فى البلاد لقرن من الزمان، ومع الوقت سوف يلفظكم ويكرهكم الشعب ولا نجد فى مصر أى معارضة غير معارضة سلفية إخوانية ومعارضة إخوانية سلفية ويتبادلوا الحكم فى هذه البلاد هذه هى الحقيقه لا نريد معارضة كرتونية أو فضائية أو من وراء زجاج أو عن طريق الفيس بوك أو تويتر كل المطلوب بناء الثقة مع الشارع والبدء من الصفر هذا " لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ".