تحدثت مجلة فورين بوليسى، عن الدور الذى يسعى السلفيون وبعض القيادات الجهادية السابقة لعبه فى تهدئة الوضع المتوتر فى سيناء من خلال الحديث مع الجماعات الجهادية المسلحة التى باتت تسيطر على المنطقة، والتى شنت مؤخراً هجوماً على قوات حرس الحدود المصرية، مما أسفر عن مقتل 16 جندياً وضابطاً. وقال عمر عاشور، أستاذ العلوم السياسية والزميل بمركز بروكينجز الدوحة فى مقاله بالمجلة، إن الجماعة الإسلامية المسئولة عن حوادث عنف سابقة والتى خرجت منها العديد من العناصر الجهادية، قامت بتقديم إستراتيجية شاملة للتعامل مع الوضع فى سيناء، تخضع لوزارتى الدفاع والداخلية وكذلك الرئاسة. ونقل عن طارق الزمر، المتحدث باسم الجماعة ورئيس المكتب السياسى لحزب البناء والتنمية وأحد المتورطين فى اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، قوله:" نحن فى انتظار رد المسئولين، كما أننا على استعداد للمساعدة بأى طريقة ممكنة". غير أن عاشور يؤكد أن تصورات بعض قادة الجماعة الإسلامية مثيرة للجدل، وذلك استناداً إلى المراجعات والتنقيحات الخاصة بالجهاد ونبذ التطرف، كما اتخذ حزب النور السلفى مبادرة من خلال سلسلة محاضرات لمواجهة الجهادية أو التكفير، وكذلك تنوى العديد من القيادات السلفية والأحزاب، ومع ذلك فإن دورهم سوف يقتصر على النصح، وليس الوساطة، بسبب الخلافات التاريخية والأيديولوجية بين السلفيين والجهاديين الحاليين. ويرى عاشور أن القيادى الجهادى السابق محمد الظواهرى قد يمثل وسيطاً أكثر مصداقية لجهاديين سيناء ولكن ليس كذلك للأطراف الأخرى، مشيراً إلى مبادرته التى تتجاوز حدود سيناء وتقوم على 13 اقتراحاً للوساطة بين الجماعات المختلفة، التى تنتمى للتيار الجهادى، والغرب، وتهدف الوساطة لحماية المواطنين الغربيين ومصالحهم مقابل إطلاق سراح السجناء الجهاديين لدى البلدان الغربية وانسحاب الأفراد العسكريين الغربيين من الدول ذات الغالبية المسلمة. والمبادرة فى شكلها الحالى، من المرجح أن تجذب اهتمام وسائل الإعلام فى ذكرى أحداث 11 سبتمبر، كما من غير المرجح أن تقنع صناع القرار لتتطور إلى محاولة جادة. ويشير عاشور إلى أن الأزمة الحالية فى سيناء مع عشرات الجهاديين المسلحين، وليس مع المئات أو الآلاف، وما لم يتم الاحتواء أو القضاء عليهم سريعا، فيمكن أن يصبح الوضع أسوأ من حيث نطاقه وحجمه وشدته، وفى سبيل الاتجاه نحو احتواء الوضع، فإنه هناك حاجة لتأسيس هيئة من القيادة المركزية المحلية ونزع السلاح الشامل ووضع برنامج لإعادة الاندماج والتفاعل المنظم مع السلفيين والجهاديين السابقين للحد من المعارضة المسلحة. وعلى المدى الطويل لا ينبغى التعامل مع سيناء باعتبارها تهديد محتمل للأمن الجيوإستراتيجى للقاهرة.