في ظل تصاعد التوترات العسكرية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، يتجه الوضع نحو مواجهة غير محسومة المعالم بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله. فبينما تواصل قوات الاحتلال ضرباتها لاستنزاف قدرات الحزب، يستعد حزب الله بدوره لاحتمالية تصعيد شامل، بما في ذلك المناورات البرية، هذه التحضيرات، التي تشمل تقنيات حديثة وشبكة أنفاق موسعة، تجعل الصراع في لبنان ساحة معركة قد تحمل تداعيات إقليمية واسعة. تصعيد محتمل وتهديدات متبادلة يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع حزب الله في جنوبلبنان، مشيرًا إلى احتمالية توسيع الحملة لتشمل مناورة برية إذا لزم الأمر. وفقًا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاجاري، فإن إسرائيل مستعدة لاتخاذ كل التدابير اللازمة لضمان أمن مستوطني الشمال بعد عام من القتال المتواصل. وفي الوقت ذاته، تزداد المخاوف الدولية من احتمالية تحول هذا الصراع إلى حرب شاملة قد تمتد إلى جنوبلبنان، حيث يسعى الجيش الإسرائيلي لإبعاد قوات حزب الله عن الحدود. سلاح "ألماس" نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرًا يشير إلى أن حزب الله يمتلك صاروخًا متطورًا مضادًا للدبابات، يعرف باسم "ألماس". تم تطوير هذا الصاروخ في إيران باستخدام الهندسة العكسية لصاروخ "سبايك" الإسرائيلي. يُعتبر هذا السلاح أحد أخطر الأسلحة التي قد يستخدمها حزب الله في حال توسيع المناورة البرية الإسرائيلية. يشابه صاروخ "ألماس" الصواريخ المتقدمة الأخرى مثل "جافلين" الأمريكي الذي استخدمته القوات الأوكرانية بفعالية في التصدي للمدرعات الروسية. توسعة الأنفاق وتهريب الأسلحة بحسب تقرير وول ستريت جورنال، زاد حزب الله من استعداداته لاحتمالية نشوب حرب شاملة، حيث قام بتوسيع شبكة أنفاقه وتغيير مواقع مقاتليه. بالإضافة إلى ذلك، أشارت مصادر إلى أن إيران زادت من تهريب الأسلحة إلى الحزب، بما في ذلك صواريخ "ألماس" المضادة للدبابات. هذه التحضيرات تعزز من جاهزية الحزب لمواجهة أي تهديد إسرائيلي محتمل. تكتيكات جديدة في الصراع أشار التقرير إلى أن مقاتلي حزب الله قد اكتسبوا خبرات قتالية مهمة خلال مشاركتهم في الحرب الأهلية السورية، حيث تعاونوا مع القوات الروسية والإيرانية وتعلموا أساليب القتال التقليدية. هذه الخبرات قد تشكل عاملًا مهمًا في مواجهة المناورات البرية الإسرائيلية. يُتوقع أن يستخدم حزب الله تكتيكات مستوحاة من الحرب الأوكرانية، مثل إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار لإضعاف أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. مخاطر المناورة البرية يحذر المراقبون العسكريون من أن أي مناورة برية في جنوبلبنان قد تعزز من نقاط قوة حزب الله، حيث ستكون مشابهة للحروب الاستنزافية الطويلة التي شهدتها غزة. وقد وصف الباحث الأمريكي دانييل بايمان هذا السيناريو بأنه قد يشبه "العودة إلى فيتنام" بالنسبة لإسرائيل. تشير التوقعات إلى أن مئات القتلى قد يسقطون في حال تطور الصراع إلى مواجهة شاملة. التهديدات المستمرة على الرغم من تفوق إسرائيل الجوي وقدراتها الاستخباراتية المبهرة التي تجلت في عمليات اغتيال قادة حزب الله، إلا أن هناك قلقًا من أن حزب الله قد يسعى إلى جر إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، مستفيدًا من تجربته في إطلاق الصواريخ على المستوطنات الشمالية. في الوقت نفسه، يعترف الخبراء بوجود أوجه قصور استراتيجية لدى إسرائيل فيما يتعلق بالمناورة البرية، ما يعزز من قدرة حزب الله على مواجهة الهجمات الإسرائيلية بفعالية. إيران والتهديدات الإقليمية تزايدت المخاوف من احتمال تدخل إيران لصالح حزب الله في حال تصاعد الصراع. وفي مقابلة مع سي إن إن، أشار الرئيس الإيراني السابق مسعود بازخيان إلى أن إيران لا تسعى إلى حرب إقليمية، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تهديد حليفها. من ناحية أخرى، استمرت طهران في إرسال رسائل تهديد إلى إسرائيل، متوعدة بالانتقام لاغتيال إسماعيل هنية، حيث عُرضت الصواريخ في شوارع العاصمة الإيرانية إلى جانب لافتات تحمل تهديدات مباشرة. مع استمرار التحضيرات العسكرية من الجانبين، يظل مستقبل الصراع بين إسرائيل وحزب الله مفتوحًا على عدة سيناريوهات قد تتراوح بين التصعيد المحدود والمواجهة الشاملة. وفي ظل هذه التوترات، تزداد التوقعات بأن هذا الصراع قد يكون حاسمًا في تحديد ملامح المنطقة في السنوات القادمة.