دخلت "الجماعة الإسلامية" والجهاديون على خط الأزمة فى سيناء، مع استمرار وحدات الجيش المصرى فى مطاردة المتورطين فى هجوم رفح والخارجين على القانون فى وسط سيناء، فى ظل الاتهامات الرسمية لجماعة "التوحيد والجهاد" فى الوقوف خلف الهجمات، وذلك من خلال طرح مبادرة تتضمن إطارًا للمعالجة الكاملة للأوضاع فى شبه جزيرة سيناء. وسيتم طرح المبادرة التى يتم وضع اللمسات النهائية عليها حاليًا على الرئاسة ووزارة الدفاع والداخلية، وتنص على وقف للعمليات العسكرية فى شبه جزيرة سيناء، وإعطاء فرصة للحوار مع أهالى سيناء لضمان استقرار الأوضاع هناك، وضمان عدم تكرار أحداث رفح، والتراجع عن التعامل مع سيناء كمشكلة أمنية، وإقرار خطة تنموية ومعالجة المشكلات التى عانت منها خلال السنوات الأخيرة. وتتضمن المبادرة بحسب عبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية إطلاق حوار بين أهالى سيناء والدولة يركز على التغييرات التى طرأت على سبل التعاطى الحكومى مع سيناء، ووجود رغبة لدى حكومة الرئيس محمد مرسى لإعادتها إلى بؤرة اهتمام السياسة المصرية، وإحياء المشروع القومى لنهضتها، والذى أسهمت ممارسة النظام السابق فى تعطيله، فضلاً عن إبلاغ أهالى سيناء بوجود تغييرات جذرية فى تعامل الأمن مع قضيتهم وفق معايير جديدة. وكشف الزمر أن "الجماعة الإسلامية" كانت قد أجرت اتصالات مع أجهزة سيادية مصرية حول هذه المبادرة انطلاقا من إيمانه بوجود تعاطى إيجابى من جميع أجهزة الدولة مع أى جهد يبغى تحقيق الصالح العام فى ظل وجود حالة تعاطف شعبى ورسمى شامل مع أهالى سيناء الذين دفعوا ثمنًاغاليًا. ولفت إلى أن المبادرة تتضمن وجود آليات واضحة للتنفيذ بشكل يضمن احترام كل طرف لتعهداته ومنها إحداث طفرات تنموية وإقرار موازنة خاصة لتنمية المنطقة وإجراءات تعديلات هيكلية فى التعاطى الأمنى مع السيناويين، مقابل التزامهما بالتعاون الكامل مع الأجهزة الأمنية لردع أى عدوان على سيناء وإحباط أى مخاطر ضد أمن البلاد القومى. فى نفس السياق، كشف الشيخ أسامة قاسم القيادى الجهادى البارز عن وجود قنوات تواصل مع أهالى سيناء وبعض رموز التيار الجهادى أكدت ترحيبهم بأى جهد لتسوية الصدام العسكرى الواقع حاليًا بين قوات الجيش ومسلحين باعتبارأن استمرار هذه المواجهة المسلحة لا يصب فى مصلحة أحد. وشدد قاسم على أهمية وقف أى تحركات عدائية من جانب الجيش تجاه أهالى سيناء حتى يتم تهيئة الأجواء للجهود التى يبذلها الإسلاميون، مشيرا إلى قبول الجهاديين السلفيين فى سيناء بأى مبادرة لوقف هذه المواجهات واستعدادهم للتجاوب مع أى جهود تحفظ أمن البلاد واستقراره. وأوضح أن بعض قادة الجماعة الإسلامية أبلغوه بوجود تجاوب مع المبادرة المطروحة حاليا من جانبها وجانب بعض الشخصيات الجهادية لنزع فتيل الأزمة ورأب الصدع بين الجيش والأمن وأهالى سيناء حتى تعود سيناء واحة للأمن والاستقرار وخط الدفاع الأول وهو ما لمس إيمانا به من جانب أهالى سيناء وشخصيات جهادية سيناوية نفت أى علاقة للجهاديين بالهجمات الأخيرة.