طرحت النجمة السورية أصالة ألبومها الجديد «شخصية عنيدة» فى موسم عيد الفطر بعد فترة غياب عن الساحة الغنائية، وتقدم فيه أشكالا موسيقية جديدة ومختلفة عما سبق أن قدمته فى مشوارها الفنى. «اليوم السابع» التقت أصالة لتحكى تفاصيل الألبوم، ولتتحدث عن الأوضاع فى سوريا وكيفية محاولة إفساد حفلها بقرطاج فى الحوار التالى.. لماذا تم تأجيل طرح ألبوم «شخصية عنيدة» أكثر من مرة؟ - كنت قلقة للغاية من توقيت طرحه لأننى كنت أرى أن الوقت ليس مناسبا لطرحه بالأسواق، وخلقت لنفسى مبررات لا أعلم إن كانت حقيقة أم كنت أختلقها، وشعرت فى النهاية بأن الناس فى حاجة للبهجة والسعادة، وقد يكون ألبومى متنفسا لهم، فحينما توفى والدى كنت أسمع فيروز ووديع الصافى فى أشد أوقات حزنى، فالموسيقى أصبحت اليوم تعالج أرواحا كثيرة دنست بالدم والقسوة وأرى بأن الناس يريدون سماع موسيقى أكثر مما يريدون سماع خطاب سياسى. ماذا فعلت عندما تم تسريب الألبوم عبر مواقع الإنترنت؟ - يعتبر أول مرة يحدث لى ذلك ولا أعرف من المسؤول عن هذا التسريب، ولكن ذلك جعلنى ألمس الكثير من ردود الأفعال الإيجابية وكانت أكثر بكثير مما توقعته. هل تعاونك مع شعراء وملحنين لأول مرة يأتى لرغبتك فى التنوع فى الموسيقى التى تقدمينها؟ - بالتأكيد، فمن البداية، كنت أنوى تقديم أغنيات جديدة ومختلفة عما سبق أن قدمته طوال مشوارى الفنى الذى تخطى ال 18 عاما، وفى ألبوم «شخصية عنيدة» لا يوجد أى أغنية تشابه الأخرى فكل واحدة حالة منفصلة تماما، وسعيدة بالروح التى وجدتها من الشعراء والملحنين فى التعاون معى فى الألبوم. ماذا تقصدين باسم الألبوم «شخصية عنيدة»؟ - هى أغنية شرقية تصلح لجميع الأعمار السنية وهى بمثابة التحفيز على النجاح والأغنية تمسنى بشكل كبير وتحديدا فى مقطع «كل الأيام الصعبة اللى أنا عشتها هنساها.. والناس اللى بتجرحنى خلاص أنا مش فاكرها.. عمرى ما هستسلم وأرضى بحاجة أنا مش عايزها»، وجزء من شخصيتى أننى عنيدة فى بعض الأشياء، فعندما أقتنع بشىء ما لا يستطيع أحد أن يغير تفكيرى. هل استقررت على أى الأغنيات التى سيتم تصويرها على طريقة الفيديو كليب؟ - استقر المخرج وزوجى طارق العريان على أغنيتى «أنا حبك»، و«شاغل بالى هواك» ومن المقرر أن يقوم بتصويرهما على طريقة الفيديو كليب خلال الفترة المقبلة، لكى يتم عرضهما تباعا. البعض كان يتوقع أن تضمى للألبوم أغنية وطنية لسوريا ولكن هذا لم يحدث؟ - لم أفضل ذلك، لأننى شعرت بأنه استغلال بشكل من الأشكال لوطنى أو استغلال الحدث وكان هناك بالفعل أغنية، ولكن فى النهاية قررت تأجيلها لتكون منفردة خلال الفترة المقبلة وحاليا فى مرحلتها النهائية. لماذا فضلت عرض أغنية عيد ميلادك لأبنائك على صفحتك بالفيس بوك فقط دون أى قناة فضائية؟ - لأنه مكان خاص بى كأنه بيتى وأنا فى تواصل مستمر مع «الفانز» على صفحتى الرسمية، ودائما أشاركهم معى فى مشاهدة صور أولادى لأن جمهورى هو جزء من حياتى، وأحاول دائما أن أكون معهم فى تواصل مستمر وأنقل لهم أخبارى بنفسى. كيف تقيمين تجربتك فى الجزء الأول من برنامج «صولا»؟ - غيرت فى كل شىء لأن «صولا» مدرسة فيه احتكاك مباشر مع الفنانين وتعرفت على صفات كثيرة فيهم، وفى ناس كثيرة كانت لدى فكرة عنهم محددة، ولكن بعد التعاون سويا فى برنامج «صولا» وجدتهم شيئا آخر ومختلفا، لأن الفنانين دائما يكونون فى حرص وحذر من بعض، ولكن فى «صولا» الوقت كان طويلا أثناء التصوير وتعرفت على عدد كبير منهم. هل ستقدمين جزءا ثانيا خلال الفترة المقبلة؟ - نعم، فخلال أسبوعين سنبدأ تصوير الجزء الثانى من البرنامج وسيكون هناك اختلاف كبير عن الجزء الأول، فحاليا نقوم بتغيير الديكورات وأيضا الموسيقيين سيكون هناك دقة فى اختيارهم أكثر، وستكون البساطة هى عنوان الجزء الثانى. وما حقيقة اتجاهك للتمثيل والمشاركة فى مسلسل «ألف ليلة وليلة»؟ - شاركت فى مشهد لا يتعدى 10 ثوان بعد طلب من زوجى المخرج طارق العريان، ولا أعتقد بأننى فى يوم من الأيام سأكون ممثلة لأننى ليس لدى الوقت للتمثيل، فمشغولات الحياة أصبحت كثيرة. كيف قابلت التهديدات التى تعرضت لها قبل حفل قرطاج؟ - لم أهتم بها، فمؤيدو بشار بذلوا مجهودات جبارة لكى يقوموا بمضايقتى ولكنى لا أهتم بذلك، وأخص بالشكر كل الجهات المنظمة للحفل على تأمينهم الكبير لى دون أن أطلب ذلك أساسا، فطلباتنا كانت بسيطة ولكنهم قاموا بالتأمين بشكل كبير، وأنا بطبعى لا أخاف من أى شىء، ووضعت فى مثل هذه المواقف من قبل ولم أقلق للحظة لأننى أترك كل هذه الهموم عندما أصعد على المسرح وأندمج مع جمهورى وإذا خفت لن أستطيع الغناء، فلابد أن أكون بطلة، فأنا لم أخف فى حياتى سوى من ربنا سبحانه وتعالى ولا يمكن أن أخاف من بشر، فأذكر عندما كنت طفلة وعمرى 7 سنوات، ودخل على حافظ الأسد وسألنى مستشاره وقتها هل أنت خائفة من مقابلة رئيس سوريا فكانت إجابتى بأننى لم أخف ولكنى أحترمه. وهل مؤيدو بشار الأسد حاولوا إفساد الحفل؟ - بالفعل حدث ذلك، وأنا غنيت أكثر مما أغنى فى الحفلات الأخرى والذين حاولوا إفساد الحفل داخل المسرح سيطر الأمن عليهم بسرعة خيالية، والحمد لله الجمهور استمتع بالحفل ولم يستمعوا أبدا للشائعات التى تطلق على بأننى «ماسونية» وما شبهها، واتهامات كثيرة وكنت أتمنى أن يتداركوا أن الذى أفعله له علاقة بالإنسانية، وعمرى ما كنت مع الطرف القوى لأننى أعلم جيدا أنه يستطيع أن يحمى نفسه وهو جبار ووصل لمرحلة من الجبروت كبيرة ولم يحتج للمساندة والشباب ضحك عليهم بكل بساطة وكان نفسى يعرفوا بأن «أصالة» هى جارتهم وصديقتهم وحبيبتهم. إذا لماذا بكيت على المسرح؟ - عندما أكون على المسرح أنسى الدنيا وأكون خالية من أى مشاعر سوداء عن طريق الموسيقى، فأثناء البروفة لم أبك مثلما كان فى الحفل، خاصة أن الحفل يختلف لأننى أقوم بالغناء لجمهور فى أمس الحاجة له وللموسيقى، وأبكى بسهولة وبغزارة ولا أستطيع التحكم فى نفسى على الرغم من أن البكاء يؤثر على صوتى ويجعله مهزوزا، ولكنه شعور يأتى دون دراية وأشعر بأننى طفلة طاهرة وخالية من أى عيوب، فعندما أغمض عينى أشعر بأننى فى حلم وأرى صورة لم يرها أو يشاهدها غيرى. كيف تصفين المشهد الحالى فى سوريا؟ - أعتقد بأن الموضوع فى سوريا أوشك على الحل لأن الشعب مصمم على الحصول على حريته، ومما يؤكد ذلك قيامهم بالتضحية بأرواحهم من أجل الحصول عليها، والحرية للشعب ولا يوجد حل آخر لهم والإصلاحات لابد أن تكون قبل الثورة، فالشباب دفعوا أرواحهم من أجل التغير، وحاليا النظام نفسه أصبح لا يعتقد بأنه قادر على الإصلاحات. هل أصبحت بالفعل لا تستطيعين دخول سوريا؟ - هذا حدث واعلم بأن أغنياتى ممنوعة ولا يمكن أن يذكر اسمى بسوريا. لماذا اشتد الخلاف بينك وبين الفنانة رغدة من جهة وميادة الحناوى من جهة أخرى؟ - لا يوجد شىء يربطنى برغدة إطلاقا ولا زمن ولا حتى موهبة، وميادة نفس الأمر، فبداية مشوارى الفنى جاءت من الصفر والقيام بالغناء فى الإعلانات أما ميادة فكانت بدايتها بالغناء مع بليغ حمدى، ولكن اليوم أصبحت أنا صناعة شعب، وصناعة نجاحى هم الناس، وهم اعتقدوا بمدافعتهم ومناصرتهم للطرف الأقوى سيكونون فى أمان. هل أنت قلقة من سيطرة الإخوان على الساحة الفنية بمصر؟ - لا يمكن أن أخاف من الإسلاميين أو غيرهم لأننى وسطية ومقتنعة بأنهم على دراية كاملة بأن الشخصية المعتدلة هى أفضل الأمور، والفنانين أقوى بكثير من الخوف وعندهم إيمان قوى، ومهما يكن لا يقدر أحد أن يرعبهم لأنهم يقدمون فنا حقيقيا وهادفا للناس. ما أمنية أصالة خلال الفترة المقبلة؟ - أن يهدأ الحال فى الوطن العربى، وتعود الإنسانيات للبشر لأن الناس أصبحت إنسانيتها محطمة، وهذا يؤثر على كل النواحى فى حياتنا وتربية لأولادنا وعلاقتنا بالحياة ككل، فإنسانيتنا فى أمس الحاجة للعمل وكل شخص يهتم بنفسه وأخطائه أكثر مما ينظر للآخرين، فجميعنا ممتلئ بالأخطاء ويجب التخلص منها، حتى ننهض بالوطن العربى بأكمله.