يواصل الكاتب البريطانى روبرت فيسك الكتابة عن الأوضاع فى سوريا، ويقول فى مقاله اليوم الاثنين بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن هناك نمطا متبعا على ما يبدو من جانب النظام البعثى فى دمشق لتدمير القرى السنية الموجودة على حافة معاقل العلويين، استعدادا لاحتمال سقوط دمشق بين يد الثوات الناهضة للرئيس بشار الأسد. ويرى فيسك أن دراما الأسبوع الماضى التى تمثلت فى الهجوم على نظام بشار الأسد فى دمشق قد أذهلت العالم العربى، إلا أن الاندلاع المفاجئ لأعمال العنف فى حلب كان أكثر أهمية بكثير. فحلب هى أغنى المدن السورية حتى أكثر من دمشق، وإذا كانت الثورة قد لمست مركز الثروة، فإن الاتفاق الضمنى بين الحكومة التى يسيطر عليها العلويون والطبقات الوسطى السنية سينهار بالتأكيد. ويتحدث الكاتب عن الاعتداء على وحدة الأبحاث الرئيسية التابعة لوزارة الزراعة على بعد 20 ميلا من حلب، وما أعقبه من نقل الحكومة السورية لنقطة المراقبة العسكرية بالقرب منه، وقال فيسك إن وزارة الزراعة كانت دوما واحدة من أكثر المكاتب التقدمية فى دمشق، إلا أن الفائدة من ذلك ستتضح خلال الأيام القادمة وسنرى ذلك. وفى جميع أنحاء سوريا، يتابع الكاتب، انتشرت الثورة. وبشكل مأسوى، يبدو أن هناك نمطا بعثيا الآن بتدمير القرى السنية على حافة معاقل العلويين فى محافظة حماة تحت الجبال حيث توجد بلدة قرداحة، موطن عائلة الأسد. وضرب فيسك مثالا على ذلك بهجوم طائرتى هليكوبتر على بلدة حوش السنية الصغيرة، مما أجبر 7 آلاف من سكانها على الهرب للنجاة بحياتهم. وقبل أسبوعين تعرضت حوش وقرى سنية صغيرة للقصف أيضا، ورغم أنها تحتوى عناصر من المعارضة، إلا أن هناك شكا متزايد بأن هذه سياسة متعمدة من جانب البعثيين لإعداد سوريا للتقسيم لو سقطت دمشق. وما ينذر بالشؤم، هو أن حدود إطلاق النار يطابق تقريبا الدولة العلوية التى أنشآها بشكل مؤقت الاحتلال الفرنسى بعد الحرب العالمية الأولى الذى قسم سوريا إلى دوليات على أسس طائفية. كما أن هناك شكوكا مساوية بأن مذبحة الحولة التى تم فيها ذبح وإعدام بعض سكان القرية فى مايو الماضى، ربما كانت انتقاما لمحاولة تسميم آصف شكوت صهر الأسد، والذى لقى مصرعه مؤخرا فى الهجوم على مبنى الأمن القومى الأسبوع الماضى.