ذكرت صحيفة الاندبندنت مقالا للكاتب روبرت فيسك يبدأه بوصف مدينة حمص قائلا " في السهل الي الجنوب الشرقي, تجد قرية بابا عمرو, و ربما يكون من المجدي ان تقوم بزيارة الي بازار المقنطرة, حيث ستجد هناك حرير جميل. و الي الشمال من مدينة حمص, تجد ثكنات المدفعية..." و منذ ذلك الحين تم مهاجمة البازار و هدمه, و اصبحت قرية بابا عمرو معقل الجحيم. و يكمل قائلا ان " الشعب السوري قد فهم حقيقة النفاق عندما اعتمد الغرب بسعادة غامرة رفض نيكولا ساركوزي وديفيد كاميرون وهيلاري كلينتون ودول الخليج العربي، منح الديمقراطية لشعوبهم." ويرى فيسك أيضا أن الغرب و العرب قد بنوا آمالهم بسقوط نظام الأسد على "الهراء" الذي توصلوا اليه من خلال نظريات وتحليلات صنعوها بأنفسهم، ولربما أرادوا من خلالها تحقيق الحلم الأمريكي القديم الذي كان مفاده أنه في حال وجود دولة بوليسية لا ترحم هيكلها الفساد، كدولة البعث في سوريا مثلا، فإنه لابد من انتصار معارضيها مهما كان تسليحهم ضعيفا، لانهم الاخيار. و من ناحية اخري، يقول فيسك، ان هؤلاء باتوا يصورون البعثيين كنازيين، ويعتبرون أن بشار الأسد لا شيء أمام زوجته أسماء التي اختلفت الآراء في تقييم دورها, فمنهم من نظر إليها على أنها إيفا براون، او ماري أنطوانيت، ومنهم من اعتبرها الليدي ماكبث. ثم يطرح الكاتب عدة تساؤلات "هل كان السعوديون، ومعهم القطريون، الحريصون الآن على تسليح المتمردين من سنة سوريا يخططون لتسليم سلطتهم من إقطاعيات وإمارات إلى مواطنيهم وللأقليات الشيعية لديهم؟ هل كان يفكر أمير قطر بالاستقالة من منصبه؟" و يعرف فيسك انه لن يصل الي اجابات مقنعة لاسئلته فيستطرد قائلا: "وسط جماعات الضغط في واشنطن، ووسط الواهمين في معهد بروكينجز ومؤسسة راند ومجلس العلاقات الخارجية وكافة الجماعات الأخرى التي نجد اصداء آرائها في افتتاحيات صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اصبحت حمص بالنسبة لهؤلاء جميعا بنغازي الجديدة وخط البداية للزحف باتجاه دمشق." ويختتم فيسك مقاله بالحديث عن استعداد الأسد والموالين له للقتال حتى النهاية في وجه من يريدون الإطاحة بنظامهم قائلا: "طالما استطاع الأسد الاحتفاظ بدمشق وحلب، فسوف يستطيع البقاء, فبشار ليس لا شيء، بل هو من يتخذ القرارات."