كان عاشور هو (المسئول) عن الضرائب أيام حكم الأتراك لمصر، فرضها وجمعها، وكان تركياً حازماً، ظن نفسه ذكياً، فأراد أن يؤكد للحاكم فوائده ومزاياه، ففرض الضرائب على كل السلع ما عدا (الملح)! وبعد أيام من فرض هذه الضرائب الظالمة، فوجئ عاشور أن موظفيه الأتراك لم يجمعوا مليماً واحداً، على الرغم من أن حركة التجارة عبر أبواب القاهرة لم تهدأ أو تتوقف؟! ولكنهم أخبروه أن التجار كلهم توقفوا عن جلب السلع المختلفة، وأصبحوا بلا استثناء يتاجرون فى (ملح) فقط؟ أغلق عاشور أبواب القاهرة إلا باباً وقف عنده بنفسه، وبيده سكيناً يشق بها كل (شوال) معبأ، وينظر إلى وجه التاجر المصرى ليلمح عليه أى اضطراب، إلا أن كل مصرى كان يبتسم ويردد بهدوء أعصاب. (طظ يا عاشور) واستمر الحال هكذا مع كل التجار، وعاشور يصيبه الهوس؟! والسر فى ذلك أن المصريين كانوا يملأون ربع (الشوال) الأعلى بالملح!! ويضعون البضاعة أسفله، وبذلك لا يصل عاشور إلى حقيقة الحال، ويظهرون هم وكأنهم يلتزمون بالمسموح, ولم يتحمل الحاكم بقاء خزينة الدولة (ناشفة)، فأقال عاشور المسكين بغفلته عن العقل الجمعى لشعب مصر. الموظفون لدينا يعاملون (المسئول) على أنه (عاشور)، يقصرون فى أداء عملهم وهم يظهرون وكأنهم يتفانون فى أدائه! نسيت أن أقول لكم إن (طظ) بالتركية تعنى (ملح)!!