وافق مجلس الشعب اليوم بأغلبية 276 نائباً على حرمان النائب أشرف بدر الدين (إخوان) من حضور جلسات المجلس حتى نهاية الدورة البرلمانية الحالية، عقاباً على واقعة رفعه الحذاء فى جلسة 10 يناير الماضى. وشهدت الجلسة عدة مفارقات ومشاحنات داخل صفوف الحزب الوطنى، منها اعتراض النائب أحمد أبو حجى على القول بإن أشرف بدر الدين رفع الحذاء فى وجه الأغلبية، وقال أبو حجى إنه رفعها فى وجه إسرائيل وانفعل بشده وهو يقول "حرام عليكم إحنا بشر زيكم"، فيما حاول نواب الأغلبية تهدئته. الطريف أن أبو حجى كان يجلس خلف أحمد عز، وقد حاول عز تهدئته قائلاً "خلاص اسكت، إلا أن المحاولات فشلت وطلب أبو حجى الكلمة ووعده سرور بإعطائه الكلمة، إلا أنه لم يأخذها وأخذه النواب وأخرجوه من القاعة لتهدئته وعاد مرة أخرى، ولكنه لم يتواجد فى الجلسة، وفى المقابل وقف النائب أحمد أبو عقرب مطالباً بإسقاط عضوية أشرف بدر الدين، وأقسم بالطلاق أنه رفع الحذاء فى وجه الأغلبية، موجها حديثه لأحمد أبو حجى الذى كاد أن يشتبك معه. وقال أبو عقرب، إن ما حدث من أشرف بدر الدين هو إهانة للمجلس، ولابد من استعادة كرامة المجلس بإسقاط عضويته بالبرلمان، وتضامن معه النائب أحمد الصاوى (وطنى) بإسقاط العضوية. على الجانب الآخر، وفى صفوف المعارضة كانت الهدوء مسيطرا على كتلة الإخوان فى حديثهم وابتعدوا عن الانفعال، وأرجعت مصادر برلمانية ذلك إلى أن قرار حرمان أشرف بدر الدين من الجلسات كان متفقا عليه معهم فى حوارات سابقة مع رئيس المجلس، وأن هذا العقاب هو الحد الأدنى من العقوبة الذى توصلوا إليه، لأن أحمد عز اقترح إسقاط عضوية بدر الدين. وتؤكد المصادر، أن اجتماع الهيئة البرلمانية صباح اليوم ناقش إسقاط العضوية، إلا أن رئيس الهيئة تدخل وحسم الأمور بحرمانه من الجلسات فقط، ورغم أن القرار بالعقوبة كان معلوماً، إلا أن النواب الذين تحدثوا من صفوف المعارضة حاولوا منعه. وقال الدكتور سعد الكتاتنى رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان، إن النائب لم يقصد رفع الحذاء فى وجه الأغلبية، وأن مجلس الشعب اليوم يصدر حكماً ويجب أن يحكم نواب الأغلبية ضمائرهم، لأنهم فى موقف القضاة العدول. ومن جانبه قال النائب صبحى صالح، إن تقرير لجنة القيم جاء قاصراً فى تحقيق الوقائع وخالياً من تحقيق دفاع جوهرى، وأضاف: أوضحنا دفاعنا فى لجنة القيم، ولم تعلق اللجنة على دفاعنا سواء بالرفض أو القبول. وقال إن التقرير تجاهل عدة وقائع جاءت فى شريط الجلسة الذى شاهدته لجنة القيم، وفيها أن أحد نواب الأغلبية اتهم المعارض بالعمالة، وهى تهمة معاقب عليها فى قانون العقوبات بالإعدام وعند التخفيف السجن المؤبد، أما الواقعة الثانية فهى أن نفس النائب سب أشرف بدر الدين بأسوأ أنواع العبارات ولو شئنا أن نبحث عن كرامة المجلس، فيجب معاقبة النائب (القصاص). وأعلن النائب مصطفى بكرى تحفظه على تقرير لجنة القيم، وقال إن النائب أشرف بدر الدين اعترف بالواقعة، وقال إنه لم يقصدها وأننا يجب أن ننظر إلى واقعة رفع الحذاء فى سياق الأحداث، وهى انفعال جميع نواب المعارضة من أحداث غزة وصور الدماء والقتلى. وأكد النائب المستقل علاء عبد المنعم، أنه فى مثل هذا اليوم من العام الماضى قام المجلس بتوقيع عقوبة مشددة على النائب سعد عبود بحرمانه من حضور الجلسات، بسبب اتهامه لبعض المسئولين فى وزارة الداخلية بالحصول على أموال حجاج القرعة. وأشار إلى أن مجلس الشعب تعامل بمعيارين فى واقعة النائب أشرف بدر الدين بعد أن تهاون فى اتخاذ العقاب المناسب ضد نشأت القصاص نائب الحزب الوطنى بعد اتهامه للمعارضة بعدم الوطنية. وأضاف: نحن أمام فعل ورد فعل وهو أمر غير مقبول. طالب النائب عبد المنعم بإخلاء القاعة من الصحفيين والإعلاميين لعرض شريط الجلسة والذى يدين النائب القصاص.
