"الثورة رجعت من جديد" هكذا واصل الألف من شباب والحركات السياسية والشبابية مظاهرات بميدان الأربعين للتنديد بحكم مبارك، حيث شهدت السويس مظاهرات ومسيرات حاشدة وبيانات تصدر من جهات معلومة وأخرى مجهولة وظهور الإخوان بالميدان مرة آخرة والانضمام للحركات الشبابية دون حدوث مشاكل كما حدث فى السابق، وغيرها من الإحداث والفعاليات التى جميعها ترفع شعار واحد وهو القصاص ومحاكمة ثورية للقتلة والفاسدين. عقب قرار المحكمة التى قادها المستشار أحمد رفعت نظمت القوى السياسية والائتلافات الشبابية بالسويس مظاهرات حاشدة فى ميدان الأربعين، احتجاجاً على الحكم الصادر بحق مبارك ونجليه والعادلى ومساعديه، وقام المتظاهرون بإغلاق مداخل ومخارج الميدان، وقالت ياسمين سمير، المتحدث الإعلامى باسم حركة 6 إبريل السويس، أن أعضاء الحركة انضموا للمظاهرات بميدان الأربعين للتنديد بالحكم الخاص بالمحكمة، وأكدت أنهم قرروا الاستمرار فى الشارع والتظاهر مع جميع الحركات السياسية والحزبية. أعقب ذلك ردود فعل واسعة للقوى السياسية فقال المهندس أحمد محمود، أمين حزب الحرية والعدالة بالسويس وعضو مجلس الشعب، أن براءة حسن عبد الرحمن، مدير جهاز أمن الدولة السابق، أمر يثير علامات استفهام كثيرة، فهذا الرجل أذل مصر كلها وكان لابد على رئيس المحكمة الأخذ فى الاعتبار أننا فى مرحلة ثورة والقرارات يجب أن تكون ثورية، وكان لابد من النظر إلى الضباط المنتميين لهذا الجهاز الذين بددوا أوراق ومستندات بالجهاز ثم حصلوا على حكم بالسجن عامين، فى المقابل يحكم ببراءة رئيسهم ، كما ندد محمود بالإفراج عن جمال وعلاء نجلى الرئيس المخلوع لتورطهما بالفساد أثناء حكم والدهما، وهو أمر أيضا يسير علامات استفهام كثيرة، وأضاف محمود أنهم مع رد فعل الشارع المصرى، ويجب على الجميع التكاتف لإنجاح محمد مرسى مرشح الثورة ضد أحمد شفيق مرشح النظام الذى يريد الانقضاض على الثورة، وأكد لم يتخذوا أى قرارات بالحكم فى شأن التصعيد والتظاهر بالشوارع من عدمه. أما طلعت خليل أمين حزب غد الثورة بالسويس، إن الحكم الذى صدر على مبارك والعادلى مرضٍ بدرجة كبيرة، معربا عن اعتقاده أنه فى حال ما إذا كانت الأدلة المقدمة لهيئة المحكمة قوية لتضاعف الحكم، وأضاف طلعت القضية بالكامل لخصها المستشار أحمد رفعت فى المقدمة الذى تحدث فيها، والتى كانت بالفعل محاكمة ثورية لمبارك ونظامه، لافتا إلى أن رفعت أشار بشكل غير مباشر إلى أن الأدلة التى كانت لديه ليست قوية، وبذلك فهو حكم بالقانون، وأكد طلعت أن قضية الفساد فى بيع فيلات لصالح جمال وعلاء من حسين سالم قضية هزيلة، مشددا على وجود قضايا أكبر من المفترض أن يحاسبوا عليها، لافتا إلى وجود فرصة لتجميع أدلة اتهامات جديدة ومقاضاة كل من فسد فى هذا البلد. من جانبهم أعلن عدد من أهالى شهداء الثورة بالسويس أنهم عازمون على زيارة مبارك وحمل مياه شرب من التى يشربون منها وأطعمة وأغذية من التى تباع بالأسواق ليعلم كيف جعل الشعب المصرى يعانى من الفشل الكلوى والسرطان فى سنوات قليلة وأنه كان ينتقم من شعبه، وقالت السيدة كوثر زكى والدة أول شهيد بالثورة ل "اليوم السابع" بالرغم من حزنها أنها كانت تتمنى أن يعدم حبيب العادلى ومساعدوه إلا أنها راضية بأن يحاكم مبارك ب 25 عامًا وأن يُذل فى الدنيا، وأنها تواصلت مع أكثر من أم شهيد وهن عازمات بالفعل على زيارة مبارك والنظر إليه وهو فى سجنه. أصدر تكتل شباب السويس بياناً جماهيرياً وقع عليه عدد كبير من الأحزاب والحركات السياسية، يطالبون فيه بمجلس رئاسة مدنى مكون من "حمدين صباحى – عبد المنعم أبو الفتوح – محمد البرادعى – حازم صلاح أبو إسماعيل - محمد مرسى"، على أن يتسلم هذا المجلس جميع زمام الأمور فى إدارة البلاد، كما سيكون مهمة هذا المجلس ثلاث أمور هامة وهى "إنشاء محاكم ثورية لكل قيادات النظام السابق – الإفراج الفورى عن الشباب المعتقل – إعداد دستور جديد للبلاد"، من جانبه، قال إسلام مصدق المتحدث الإعلامى باسم تكتل شباب السويس، إنهم منتظرون رد فعل المجلس العسكرى على مطالب الثورة والثوار، وعلى ضوء ذلك سيتحدد هل سيتم التصعيد من عدمه، مؤكداً أنهم مستمرون فى الاعتصام فى ميدان الأربعين والتظاهر يومياً. من جانبها أصدرت الدعوة السلفية بالسويس منشور تحت عنوان" بيان من الدعوة السلفية بشأن الحكم فى قضية قتلة المتظاهرين"، تناول هذا البيان أن الشعب المصرى صدم خاصة أهالى الشهداء والمصابين من الحكم القضائى الصادر والذى أدان الرئيس المخلوع مبارك ووزير داخليته مع تبرئة نجليه وجميع مساعدى حبيب العادلى وزير داخلية نظام مبارك، وأنهم يحملون النائب العام المسئولية كاملة فى جمع الأدلة التى كان بوسعه أن يجمع منها الآلاف، وأن المظاهرات الذى اندلعت هو السبب الرئيسى ورائه بسبب عدم تحركه فى جمع أدلة إدانة مبارك، وأضاف البيان الذى حمل شعار الدعوة السلفية، أنهم يدعون إلى سرعة تقديم هذه الأدلة ونقض هذا الحكم وإعادة المحاكمة العادلة التى تدين هؤلاء الذين فعلوا جرائهم فى وضح النهار، وتطبيق قانون العزل السياسى عليهم، فى ذات الوقت يدعون الجميع إلى الحفاظ على سلمية الثورة المصرية وعدم إتلاف المال العام والخاص، رغم التعثرات التى منها هذا الحكم الصادم للمشاعر. وأصدر الدكتور كمال البربرى وكيل وزارة الأوقاف بالسويس، بيانا للمواطنين تحت عنوان "بيان للناس من علماء المسلمين بالسويس"، أهاب بهم خلاله أن يطالبوا المتظاهرين بالمحافظة على النفس الإنسانية، والممتلكات العامة والخاصة، وأكد البيان أن ما يحدث الآن فى الميادين العامة فى مصر، من احتكاكات وتجمعات بسبب الحكم فى قضية الرئيس المخلوع ووزير داخليته، ربما يؤدى لسقوط ضحايا من الطرفين، وهو فرصة للخارجين على القانون للسلب والنهب وهتك الأعراض. وعقب مسيرات ليلية ضخمة جابت شوارع المدينة وديوان عام المحافظة ومديرية أمن السويس سبقها تظاهر حاشد بميدان الأربعين وصدور بيانات لا تحمل توقيعات تحث على استمرار التظاهر قرر تكتل شباب السويس الاعتصام فى الميدان هو ما دفع الإخوان للاعتصام أيضا حيث أعلن أحمد شلبى، أحد مسئولى اللجنة الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، أنهم قرروا هم وأمانة الشباب بالحزب الاعتصام والانضمام لشباب الثورة وحركة 6 إبريل وتكتل شباب السويس والاعتصام داخل ميدان الأربعين. ومع انتهاء اليوم الأول للمظاهرات قام العشرات من شباب السويس بالاعتصام داخل ميدان الأربعين، حيث افترش الجميع الأرض من تكتل شباب السويس وحركة 6 إبريل وشباب وأعضاء الإخوان المسلمين، حيث قام بعض الشباب بترديد أغانى لسيد درويش وأغانى الصمود التى كان يتناولها ويؤديها أبطال المقاومة الشعبية بالسويس والفدائيين بحرب السويس. و قام آخرون بإحضار بعض الأطعمة والمفروشات وعمل عشاء جماعى، حيث ساد الاعتصام جوا عائليا لم يخلُ من الضحك والمرح، مع الإصرار والتأكيد على المطالب وهى مجلس مدنى خماسى، كما أعلنوا فى بيان لهم مكون من "حمدين صباحى – عبد المنعم أبو الفتوح – محمد البرادعى – حازم صلاح – محمد مرسى"، مع ضرورة محكم رموز الفساد والنظام السابق محاكمة ثورية. على جانب آخر قال اللواء محمد عبد القادر جاب الله رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر إن الوضع مستقر بشكل كبير بموانئ السويس الأربعة "بور توفيق – الأدبية – العين السخنة – الزيتيات" وجميع موانئ البحر الأحمر، والحركة طبيعية. واستقبل ميناء الزيتيات 6400 طن بوتاجاز سائل قادمة من ميناء ينبع على متن سفينة شحن المواد البترولية mar mar jazz، كما استقبل ميناء الأدبية سفينتى شحن بضائع عامة قادمة من شمال غرب آسيا على متنهما 28 ألف طن. وأضاف جاب الله ل "اليوم السابع" وصل إلى ميناء العين السخنة سفينتا حاويات عامة قادمتان من الصين تحتويان على مشمول متنوع. وفيما يتعلق بالشحنات التركية والمشروع "التركى – المصرى" لنقل الصادرات التركية لدول الخليج العربى أشار إلى أنه غادرت 53 شاحنة فجر السبت من ميناء بور توفيق بالسويس متوجهة إلى السعودية.