ما زالت تبعات العرض المالى الذى تقدم به نادى مانشستر سيتى الإنجليزى لضم اللاعب البرازيلى كاكا من أى سى ميلان الإيطالى تتوالى، ويبدو أن المقابل المادى الضخم الذى تقدم به مالكو ال"سيتيزنز" قد أثار حفيظة ميشيل بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم الذى عاد مجددًا لدائرة الأحداث، لينضم إلى صفوف المعارضين للسياسة المالية والشرائية لمانشستر سيتى. وانتقد بلاتينى مؤخرًا سياسة مانشستر سيتى الإنجليزى والمحاولات التى يقوم بها النادى لإغراء اللاعبين، ووصف العرض الذى تقدم به سيتى لضم كاكا من ميلان مقابل 108 ملايين بالعرض"السخيف" قائلاً: كيف يمكن أن يصل سعر لاعب كرة قدم إلى هذا الرقم؟ إنه أمر سخيف بالنسبة إلى من وجهة نظر كروية واجتماعية واقتصادية. و أضاف بلاتينى: إذا كنت تريد شراء طائرة أو باخرة مقابل 100 مليون يورو فبإمكانك فعل ذلك. لكن هل يمكن فعل ذلك مع شخص؟ بالنسبة إلى أنه أمر سىء. وعلينا أن نوقف هذه المهازل". ويأتى رد فعل بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم، كمحاولة لتقليل المخاوف التى سيطرت على الأوساط الكروية فى أوروبا بعد انتقال ملكية مانشستر سيتى لمجموعة أبو ظبى للاستثمار والتطوير، ومحاولة إحداث قدرًا من الاتزان داخل سوق الانتقالات خاصة أن عروض مانشستر سيتى الفلكية لضم اللاعبين جاءت فى الوقت الذى تعانى فيه أندية كثيرة من تبعات الأزمة المالية الاقتصادية، وهو أمر أثار العديد من علاملات الاستفهام حول القدرة المالية لهذا النادى الذى يبدو وكأنه يعيش فى كوكب آخر كما قال آرسين فينجر المدير الفنى لأرسنال. وفى إطار وضع لوائح لتنظيم عملية بيع وشراء اللاعبين وللقضاء على حالة عدم الاتزان المتواجدة حاليًا قال بلاتينى فى تصريحات لصحيفة صن البريطانية: إذا تخطى النادى دخله عبر دفع راتب اللاعب وقيمة التعاقد معه فإنه سيحرم من المشاركة فى المسابقات الأوروبية، وأشار أيضًا أنه يحاول تطبيق نظام يجبر الأندية أن تنفق ما تملكه من أموال، وألا تتخطى ميزانياتها، وذلك من أجل أن تحقق التوازن بين ميزانيتها المالية وديونها. وكان بلاتينى أكد فى منتصف الشهر الماضى، أنه يريد أن يرى المزيد من العدالة فى حسابات الأندية الكبرى مضيفا: ليس من الضرورى أن تكون الألقاب من نصيب الأندية التى تملك أموالا أكثر من غيرها. واعتبر بلاتينى أن الأزمة المالية العالمية لن تؤثر على الكرة الأوروبية بقوله، إنها ليست بالمشكلة الكبيرة، لأنه بإمكاننا أن نلعب كرة قدم بتكلفة أقل. وتابع: الأزمة لا تقلقنى شخصيا لكنها تقلقنى عندما تتعلق بالوظائف التى يخسرها البعض. إنها تقلقنى عندما يخسر الأشخاص وظائفهم، ولا يجدون الأموال لإطعام أولادهم. هذا أهم من كرة القدم. وكان الاتحاد الأوروبى قد كشف النقاب مؤخرا عن الأرقام الحقيقية لديون الأندية الإنجليزية والتى بلغت 3.9 مليار يورو. ويأتى النصيب الأكبر من هذه الديون لأندية القمة، فمثلاً تقدر حجم الديون المطالب نادى تشيلسى بسدادها 792 مليون يورو، ومانشستر يونايتد 772 مليون يورو، وأرسنال 343 مليون يورو. وهدد بلاتر هذه الأندية بعدم السماح لها بالمشاركة فى البطولات القارية "دورى أبطال أوروبا" و كأس الاتحاد الأوروبى الذى سيتحول اسمه إلى "الدورى الأوروبى" فى حال عدم البدء فى تسديد هذه الديون قبل نهاية الموسم الحالى.