أمس أعلن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية نتائج استطلاعه الأسبوعى السادس لانتخابات رئاسة الجمهورية، وتقريبا لم يحدث تغيير يذكر فى مراكز المرشحين حيث لا يزال عمرو موسى فى المقدمة بنسبة 39% من المواطنين الذين حسموا اختيارهم، يليه عبد المنعم أبو الفتوح بنسبة 24%، ثم أحمد شفيق بنسبة 17.2%، فمحمد مرسى بنسبة 7%، الذى تقدم لأول مرة للمرتبة الرابعة، متقدما على حمدين صباحى الذى حصل على 6.7%. ووفقا لهذا الاستطلاع الموثوق به، ثمة استنتاجات مهمة أولها، تراجع نسبة تأييد عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح، مقابل تقدم أحمد شفيق ومحمد مرسى، وهذا يعنى مبدئيا أن ثمة تغيير فى نسب التصويت ينبغى الانتباه إليه، وملاحظته الأسبوع القادم لأنه قد يشكل فارقا كبيرا فى الجولة النهائية للانتخابات يومى 32 و24 مايو الجارى. والاستنتاج الثانى المهم أن الفريق أحمد شفيق هو أكثر المرشحين تقدما هذا الأسبوع مقارنة بما سبقه، أى من11.9% إلى 17.2%، أى بأكثر من 5% فى أسبوع واحد، ومن ثم تضييق الفارق بينه والمرشح الذى يسبقه مباشرة عبد المنعم أبو الفتوح بأقل من 7%، وهو أمر لابد أنه يسعد أنصار الفريق شفيق وحملته الانتخابية. لكن الأهم من مشاعر السعادة أن الفريق شفيق يتقدم فى السباق الانتخابى بشكل لافت، وهو ليس مثل اللواء عمر سليمان الذى أعطته الاستطلاعات فى أسبوع ترشحه قبل استبعاده نحو 51% من أصوات الناخبين، أى أن سليمان كان فى طريقه لحسم الانتخابات، وفقا للاستطلاع، بالضربة القاضية، لكن شفيق يتقدم بالنقاط، وإذا سار على هذه الوتيرة المتسارعة فقد يدخل جولة الإعادة، وهو أمر سيقلب المعادلات الانتخابية فى مصر. وإذا أراد شفيق التقدم بالنقاط حتى خط النهاية فإن عليه تحقيق عدة أمور أهمها وأبرزها تحقيق اختراق كبير فى محافظات الصعيد، التى يتقدم فيها عمرو موسى على غيره من الناخبين، وإذا كان شفيق وموسى ينطلقان من أرضية فكرية وسياسية واحدة تقريبا، فإن فرص شفيق فى انتزاع الكثير من أصوات موسى بالصعيد تبدو ممكنة إذا ركز فى الأسبوعين المقبلين على جنوب مصر. الصعيد هو مفتاح تقدم شفيق فى الانتخابات، خاصة أنه يسجل حضورا ملحوظا فى الدلتا، وإذا استطاع شفيق اختراق صعيد مصر، والاقتراب أكثر من الأوساط الشعبية والمحافظة، فإنه قد يحقق فوزا بالنقاط فى الانتخابات المقبلة.
