أعلنت السلطات في كندا، الاستعداد ل "أسوأ" صيف 2024، بعد أن شهدت في عام 2023، حرائق غابات على نطاق غير مسبوق بالفعل. واندلعت عدة حرائق كبرى في غرب البلاد في الأيام الأخيرة؛ مما يمثل بداية موسم مبكر جدًا في منطقة متأثرة بالجفاف الشديد. وفي مقاطعة كولومبيا البريطانية، المتاخمة لساحل المحيط الهادئ؛ يعمل رجال الإطفاء بجد، كما هو الحال في منطقة كاريبو الوسطى، حيث اندلع حريق من صنع الإنسان بسرعة خلال نهاية الأسبوع ويعتبر حاليا "خارجا عن السيطرة". وأوضحت ماديسون دال من خدمات الإطفاء الإقليمية اليوم الثلاثاء أن حريق بورجيس كريك الذي التهم أكثر من 1600 هكتار من النباتات "يكشف بشكل كبير عن الظروف التي نمر بها حاليا" متوقعة موسم حرائق يبدأ مبكرًا. وأضافت "إننا نواجه جفافاً لا يصدق". ولا يهدد الحريق على الفور أي بنية تحتية، ولكن تم إصدار تنبيه: يجب أن يكون السكان في المنطقة على استعداد للإخلاء. وفي المجمل، ينشط أكثر من 110 حريق في هذه المقاطعة، بدأ بعضها العام الماضي ولكن لم يتم إخمادها مطلقًا. وفي مقاطعة ألبرتا المجاورة، هناك 66 حريقًا نشطًا أيضًا، منها "36 حريقًا من موسم 2023"، كما أوضحت ميليسا ستوري، من فرع إدارة حرائق غابات في ألبرتا. بالإضافة إلى ذلك، تم تسجيل عدة حرائق في منطقة فورت ماكموري، شمال غرب المقاطعة؛ مما أدى إلى إطلاق إنذار بالإخلاء. هذه المدينة، التي تقع وسط الغابة الشمالية والمعروفة باستغلال رمال القطران، تعرضت للدمار في مايو 2016. واضطر سكانها البالغ عددهم 90 ألف نسمة إلى مغادرة المنطقة على عجل. ويظل هذا الحريق أكبر كارثة في تاريخ كندا حيث دمر أكثر من 2500 مبنى وبتكلفة تقارب 10 مليارات دولار كندي (6.8 مليار يورو بالمعدلات الحالية). ووفقا للحكومة الكندية، فإن ظروف الجفاف "المتطرفة" و"المقلقة للغاية" لا تزال مستمرة في أجزاء كثيرة من غرب كندا. وبعد شتاء اتسم بانعدام الثلوج، اعترفت السلطات في 10 أبريل بأنها تخشى صيفا "كارثيا" آخر. وفي عام 2023، شهدت كندا أسوأ موسم حرائق في تاريخها. وأتت الحرائق، التي اجتاحت البلاد من شرقها إلى غربها، على أكثر من 15 مليون هكتار وأودت بحياة ثمانية من رجال الإطفاء ودفعت السلطات إلى إجلاء 230 ألف شخص.
