ذكرت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية أن الأممالمتحدة قامت بتنحية أشهرا من الجدل اللاذع جانبا لتقدم طلب مشترك للرئيس السورى بشار الأسد، وحثته على قبول مبادرة المبعوث الخاص كوفى أنان. وأشارت الصحيفة فى سياق تقرير بثته الأربعاء على موقعها الإلكترونى إلى أن الخطة من شأنها أن تتسبب فى سحب الأسد لقواته من الشوارع وإطلاق مفاوضات مع المعارضة. وأوضحت الصحيفة أن البيان الرئاسى للأمم المتحدة، الذى يتمتع بثقل أقل من قرار مجلس الأمن لكن يحظى بسلطة الإجماع المعنوية بين أعضائه، يدعو نظام الأسد إلى القبول بخطة السلام التى قدمها المبعوث الخاص كوفى أنان. واعتبرت الصحيفة أن هذا البيان يعد إقرارا جزئيا بالهزيمة من قبل الغرب الذى تقوده الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والذى عليه التخلى فى الوقت الحالى عن محاولات وضع الضغط على الأسد لترك السلطة فى وجه استخدام حق النقض "الفيتو" من قبل روسيا والصين. لكن الصحيفة قالت إن الدول الغربية تمكنت من إقناع موسكو بالسماح لتوصية عامة بشكل أكثر "انتقال سياسى" وصفه أحد الدبلوماسيون بأنه "خط أحمر". وأوضحت الصحيفة، إن مقترح أنان المكون من ست نقاط والذى قدمه إلى الأممالمتحدة الأسبوع الماضى يطالب بعملية سياسية شاملة ووقف فورى لإطلاق النار وانسحاب للقوات من كلا الجانبين، وعمليات تسليم المساعدات الإنسانية والإفراج عن السجناء وحرية الحركة للصحفيين واحترام حرية التجمع والتظاهر. ونوهت الصحيفة إلى أن كلا من الأطراف المؤيدة والمناهضة للأسد فى مجلس الأمن ستعتبر التوصل لأرضية مشتركة على أنه نجاح. لكن الصحيفة قالت إن حقيقة ضرورة تراجع الغرب عن تغيير النظام الذى سينهى حكم حليف رئيسى لإيران والجماعات المتشددة مثل حماس وحزب الله تظهر المأزق الذى وصل إليه. وأضافت الصحيفة، إن كلا من الولاياتالمتحدة وحلفائها الغربيين أثبتوا ترددا من ناحية الاشتراك عن قرب فى الجانب العسكرى حتى إلى حد إمداد الأسلحة للثوار أو تشجيع أصدقائهم فى الشرق الأوسط على القيام بذلك.