300 كيس دم، وقرابة الثلاثين ألف جنيه وبعض المصوغات الذهبية، كانت حصيلة حملة التبرعات التى تبناها مؤتمر "يوم الغضب.. لبيك غزة" بنادى أعضاء هيئة تدريس جامعة القاهرة، الذى طالب برفع دعوى قضائية لمنع دخول قادة الحرب الإسرائيليين لمصر، ومخاطبة السفارة النرويجية بالقاهرة لسحب جائزة نوبل للسلام من السفاح الصهيونى "شيمون بيريز" لمسئوليته الكاملة واعترافه المباشر بقتل أطفال غزة. شارك فى المؤتمر 2000 من أساتذة الجامعات وأسرهم فى استجابة لدعوة الدكتور يوسف القرضاوى رئيس اتحاد علماء المسلمين بتحويل يوم الجمعة إلى يوم الغضب الشعبى ضد الحرب الإسرائيلية على غزة. انتقد الدكتور عادل عبد الجواد رئيس النادى فى كلمته، موقف الخارجية المصرية الذى وصفه بالمخجل قائلا: "لم تدخل حبة قمح واحدة من معبر رفح لغزة، ولم يدخل اليوم سوى 40 طبيبا فقط بدعوى الخوف على أرواح المصريين". وصف الخبير الاستراتيجى اللواء طلعت مسلم الشعب الفلسطينى، بأنه يواجه أسلحة إسرائيلية لم تستخدم من قبل، قائلا: "صواريخ المقاومة الفلسطينية أثبتت فشل آلة الحرب الإسرائيلية مرتين، الأولى عندما هددت أمن إسرائيل وهو هدف استراتيجى بالنسبة لها، والثانية عندما فشلت فى الحصول على معلومات عن قواعد إطلاق صواريخ المقاومة". ونفى مسلم وجود أى محاولات لاستدراج مصر للحرب قائلا: "مصر تستطيع اتخاذ مواقف مهمة وقوية دون حرب، فميثاق جامعة الدول العربية واتفاقية الدفاع المشترك تشيران إلى أن كل اعتداء على أى بلد عربى هو اعتداء على مصر". مستنكرا إغلاق معبر رفح أمام الفلسطينيين قائلا: "السيادة على معبر رفح لم تعد مصرية، وقرار فتح المعبر غير مصرى". "ليس بالهتاف والصراخ فقط سيتم حل القضية الفلسطينية"، أكد على هذا المعنى الدكتور جمال عبد الهادى أستاذ التاريخ الإسلامى، مشيرا إلى أن مصر كانت دوما القاطرة التى تقود العالم العربى منذ تحرير المسجد الأقصى على يد صلاح الدين الأيوبى. واعتبر عبد الهادى أرض فلسطين وقفا إسلاميا وتحريره فريضة، مستشهدا بفتاوى علماء الأزهر التى وصفت نصرة الشعب الفلسطينى ومده بالمال والسلاح فريضة شرعية وضرورة حيوية، والصلح مع العدو الصهيونى والتطبيع معه حرام شرعا، ومن فعل ذلك مفارق لجماعة المسلمين". هاجم د. جمال حشمت الأستاذ بكلية الطب جامعة الإسكندرية، النظام المصرى الذى أعلن فى الماضى أن حرب أكتوبر ستكون آخر الحروب، ثم شارك فى حرب تحرير الكويت بوصفها تعتبر حرب أمن قومى لمصر، فى الوقت الذى تجاهل فيه ما يحدث فى رفح وغزة ولم يعتبره مسألة أمن قومى لمصر. وقبلت مصر لاجئين عراقيين ولم تقبل لاجئين فلسطينيين. وطالب حشمت النظام المصرى باحترام أحكام القضاء بمنع تصدير الغاز لإسرائيل، وبتيسير قوافل الإغاثة، ومنع الاحتفال بأبى حصيرة فى دمنهور. من جانبه وصف الدكتور عبد الجليل مصطفى الأستاذ بكلية طب القصر العينى، وعضو جماعة 9 مارس، موقف الحكومة المصرية بالمتخاذل، قائلا: "لا نطلب منكم أن تعاقبوا من يقتل جنودنا على الحدود ودفنهم أحياء، ولن نطالب بحقوقنا الوطنية القومية لأننا سنؤجلها حتى يسترد شعبنا حقه المسلوب بأيديكم". هاجم الدكتور محمد البلتاجى الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجلس الشعب، حملة التضليل الإعلامى للصحف القومية وموقف الحكومة المصرية قائلا: "فى الوقت الذى خرجت فيه المظاهرات المليونية فى كل بلاد العالم، ظلت القاهرة فى مصر والضفة الغربية فى فلسطين محرومتان من حرية التظاهر"، مضيفا أن موقف مجلس الأمن كان أرحم من موقف الحكومة المصرية لأنه تحدث عن انسحاب من غزة، بينما لم تتطرق المبادرة المصرية لمسألة الانسحاب. الدكتور راغب السرجانى الأستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة، قال فى كلمته: "فى حرب عام 1948 مع اليهود كان الحكام العرب على درجة عالية من الخيانة، وأرادوا القيام بتمثيلية لإقناع الشعوب بأنهم يحاربون ويقاومون، الآن حتى التمثيلية لم تعد موجودة وأصبحت الخيانة علنية".