نفى رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان أنباء تتحدث عن إصابته بحالة متأخرة من السرطان، وإنه لن يعيش أكثر من عامين فقط، وقال اليوم، الأربعاء، إن "الله وحده" يعلم متى نموت جميعًا. ونشرت صحيفة تركية أمس، الثلاثاء، رسالة مسربة بالبريد الإلكترونى من شركة (ستراتفور) للتحليل فى المجال الأمنى شملت تقريرًا عن أن أردوغان مصاب بسرطان القولون، لكن مسئولين قالوا إن رئيس الوزراء فى صحة جيدة. وفى كلمة ألقاها أمام مسئولين من حزب العدالة والتنمية، الذى ينتمى له لم يعقب أردوغان تحديدًا على حالته الصحية، لكنه هاجم من هم وراء التقرير.. وقال "الله وحده يعلم عمر كل منا... 'فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون'". وأضاف أردوغان الذى عكف على جدول أعمال مزدحم بعد أن خضع لجراحتين وبدا صوته قويًا "من يصدقون الشائعات ويحسبون الوقت المتبقى لنا فى هذا العالم لا يتسمون بالصفاقة فحسب بل إنهم فى حالة من الوقاحة". وسرت شائعات عن إصابة أردوغان بالسرطان بعد أن أجريت له جراحة فى القولون فى نوفمبر ولم تلق اهتمامًا إعلاميًا حتى أمس عندما نشرت صحيفة (طرف) التركية رسالة البريد الإلكترونى المسربة على صدر صفحاتها. ونفى مساعد لأردوغان اتصلت به رويترز بعد تقرير صحيفة طرف رسالة شركة (ستراتفور) ووصفها بأنها من باب "التكهنات والنميمة". وأضاف المساعد "صحة رئيس الوزراء جيدة للغاية". وكان موقع ويكيليكس قد نشر الرسالة المرسلة من موظف إلى زميله فى ستراتفور التى تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا، والتى تقدم تحليلات سياسية لمشتركين مقابل اشتراك وذلك فى إطار تسريب هائل لمراسلات الشركة. وقالت الرسالة إن الأطباء استأصلوا 20 سنتيمترا من قولون أردوغان خلال الجراحة الأولى فى 26 نوفمبر.. وأجريت له جراحة أخرى الشهر الماضى.. وورد فى نسخة من الرسالة التى أرسلت بتاريخ 10 ديسمبر "لا تبدو نتائج التشخيص جيدة على الرغم من ذلك.. قال الجراحون إنهم يقدرون له عامين على قيد الحياة". واستند التقرير إلى معلومات من مصدر حصل على المعلومة من "صديق قديم زميل دراسة" للجراح الرئيسى الذى أجرى الجراحة لأردوغان.. وقال المصدر الذى يصف نفسه بأنه محلل لأمن الطاقة كان يعمل ذات يوم فى مكتب رئيس الوزراء التقرير بأنه كاذب.. وقالت صحيفة طرف إن الجراح الذى أجرى الجراحة لأردوغان قال أيضًا إن التقرير الذى يتحدث عن إصابته بالسرطان "كاذب تمامًا". وعاد أردوغان (58 عامًا) إلى العمل بعد أقل من أسبوعين من كل جراحة ومن المقرر أن يستأنف الرحلات الخارجية هذا الشهر بزيارة كوريا وألمانيا وإيران.. وحصل رئيس الوزراء على ثالث فترة ولاية على التوالى فى انتخابات يونيو الماضى ويهيمن على السياسة التركية.. حتى منتقديه يخشون من أن يحدث فراغ فى السلطة فى حالة إجباره على الاستقالة نظرا لأن كثيرين يرون أن حزب العدالة والتنمية يتجه للتفتت.