قالت وكالة الأسوشيتدبرس، إن الانسحاب المفاجئ للدكتور محمد البرادعى من سباق الرئاسة كشف عن الفوضى التى تضرب مرحلة تحول مصر إلى الديمقراطية، قبيل أقل من ستة أشهر من الموعد الذى حدده جنرالات المجلس العسكرى لمغادرة السلطة. وبالرغم من اقتراب الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة الشعبية التى أطاحت بالرئيس السابق حسنى مبارك، لكن لا تشهد البلاد نقاشا حقيقيا بشأن ما يتعلق بالأهداف النبيلة للثورة من ديمقراطية وحرية وعدالة اجتماعية. وبدلا من ذلك، تشير الوكالة الأمريكية، للضجة المثارة التى تهيمن على الساحة السياسية حول التحالفات الجديدة التى من شأنها أن تسمح للعسكر بالاحتفاظ بنفوذ سياسى واستعراض الإسلاميين عضلاتهم بعد الفوز الانتخابى الكبير. واعتبرت الوكالة تراجع الدكتور الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2005، عن السباق الرئاسة يعد ضربة قاسية للمجموعات الليبرالية واليسارية التى أسقطت مبارك، خاصة بعد هزيمتهم بالانتخابات وتصعيد حملة القمع التى يشنها المجلس العسكرى ضدهم. وتورط الثوريون الشباب فى نزاع مرير بشكل متزايد مع الجنرالات الحاكمة بسبب إدارتهم السيئة للبلاد خلال المرحلة الانتقالية، حيث لاقى عشرات المحتجين مقتلهم على يد العسكر، علاوة على انتهاكات حقوق الإنسان ومحاكمة آلاف المدنيين أمام المحاكم العسكرية. ويرى الناشط البارز شادى غزالى حرب أملا فى انسحاب البرادعى، موضحا: "أنه لم ينسحب ليترك فراغا، ولكنه سيعود للعمل مع الشعب والتعامل من الجذور مما قد يساعد على توحيد الشباب لإحداث تغيير". وترى الأسوشيتدبرس، أن الجدول الزمنى الذى حدده المجلس العسكرى للمرحلة الانتقالية يتحدث عن فوضى فى إدارة البلاد، مشيرة إلى اتهامات نشطاء الديمقراطية لذلك الجدول المعبأ بالانتخابات والاستفتاءات بأنه خلق مناخا يسمح للإسلاميين بالهيمنة على الساحة السياسية. وفيما لم يعلن الإخوان المسلمون عن المرشح الذى سيدعموه للرئاسة، تشير الوكالة إلى أنه من المرجح أن يدعموا الشخص الذى يلاقى مباركة من جنرالات المجلس العسكرى، وأضافت أن الإخوان مساقين طوال الوقت برغبتهم فى الوصول إلى السلطة مما دعم اتهامات الكثيرين لهم بالانتهازية السياسية. وأوضحت أن استعدادهم لاستيعاب العسكر يأتى إدراكا منهم أن الجنرالات الحاكمة لديهم صلاحيات واسعة وقد يعرقلون العملية التى استفادت منها الحركات الإسلامية أكثر من غيرها، فى إشارة إلى الانتخابات. غير أن النجاح الانتخابى الكبير للإخوان قد يسفر عن الرد بمقابل للعسكر الذين يرغبون فى مكاسب سياسية وضمان عدم المحاكمة عن قيامهم بقتل عشرات المتظاهرين خلال توليهم السلطة. وفى سؤال عما إذا كان المرشح الذى يدعمه الإخوان يجب أن يفوز بدعم العسكر، قال صبحى صالح، رئيس حزب الحرية والعدالة، الزراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين: "لقد كنا أول من يتحدث عن الشخصيات التصالحية، وهذا هو خيارنا، نأمل أن نجد الرئيس الذى يحظى بتوافق الجميع لقيادة السفينة فى هذه المرحلة الحرجة".