قالت صحيفة الأوبزرفر، العدد الأسبوعى من الجارديان، إنه مع اقتراب ختام عام على الثورة التى أطاحت بمبارك، يشعر أبطال التحرير الشباب بقشعريرة الرياح، بينما خرج أحد أهم مرشحى الرئاسة من السباق فى يأس لما آلت إليه البلاد، فى إشارة إلى انسحاب الدكتور محمد البرادعى من سباق الرئاسة. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن البرادعى، الحائز على جائزة نوبل للسلام، ترك ساحة سباق الرئاسة وعاد ليتعامل مع مخاوف المحتجين إزاء قوة المجلس العسكرى الحاكم والصفقة المحتملة مع الإسلاميين. وبعد أن رصدت الصحيفة بعض مشاهد الضرب والتعذيب الموثقة بالصور والفيديوهات والتى تجرى فى مصر منذ رحيل مبارك تحت رعاية الحاكم العسكرى، أشارت إلى أن تنامى المخاوف حول استمرار دور العسكر تأكد أمس بإعلان الزعيم الإصلاحى محمد البرادعى انسحابه من سباق الرئاسة، احتجاجا على عدم إحراز تقدم ديمقراطى على مدار عام كان ينتظر فيه الكثير. واضافت أن البرادعى، الحائز على جائزة نوبل فى السلام عام 2005، يعد القوة الدافعة لحركة الاحتجاجات التى أجبرت الرئيس السابق حسنى مبارك على الرحيل، ولكن هذا الرجل نفسه يقول إن شروط إجراء انتخابات نزيهة ليست ممكنة بعد الثورة. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى محاولات المجلس العسكرى إحباط الاحتجاجات المخططة يوم 25 يناير المقبل ضد استمرار الحكم العسكرى للبلاد، ذلك من خلال استنزاف عاطفة المصريين بالاحتفالات التى صممت لإقناع البسطاء بالبقاء فى أحيائهم بعيدا عن الميادين، وربما تذكيرهم بذلك الشعار المتهالك "الشعب والجيش إيد واحدة". ومضت الصحيفة تشير إلى أن دور العسكر المتناقض فى الثورة المصرية التى لم تنته بعد يرسم معالم أكبر وأقوى صراع تشهده البلاد بين الدولة العميقة القديمة التى تحكم مصر منذ عهد مبارك وتتمثل فى جنرالات الجيش وأصحاب المصالح الاقتصادية من جهة يقابلهم هؤلاء المطالبون بنقل السلطة إلى حكومة مدنية. وعموما ترى الأوبزرفر أن المرحلة المقبلة هى التى ستحدد مستقبل مصر، متوقعة أزمة شرعية فى المقبل. وأشارت إلى أنه مع إنعقاد أولى جلسات البرلمان فى 23 يناير وتشكيل لجنة مكونة من 100 عضو لوضع الدستور ستتزايد احتمالات الاحتكاكات. فخطر التوتر لن ينحصر على الثوار والمجلس العسكرى وإنما أيضا بين الأحزاب المنتخبه بما فيها الإخوان والسلفيين ضد الجيش. وفى سردها للمشهد السياسى القاتم فى مصر وعلاقته بإنسحاب البرادعى من السباق الرئاسى مضت صحيفة الإندبندنت أون صنداى تصف البرادعى بأنه الزعيم الإصلاحى وأحد الأصوات الرئيسية للإصلاح فى البلاد والقوة الدافعة للإحتجاجات التى أطاحت بمبارك، غير أنه صاحب نوبل للسلام. وأشارت إلى أن إنسحابه جاء إحتجاجا على ما يجرى من ممارسات غير ديمقراطية فى بلد من المفترض أنه ينتقل نحو الديمقراطية، كما أنه يعكس المعضلة التى تواجه الحركة الثورية فى مصر، والعالقة بين العسكر الذين يحاولون البقاء فى السلطة والبرلمان المنتخب الذى يهيمن عليه الإخوان المسلمون.