الشعب الأمريكى من أكثر شعوب الأرض حباً لأمريكا ولديهم شعور كبير بالانتماء إلى دولتهم، رغم أن دولتهم نشأت على جثث الهنود الحمر والذين كان يطلق عليهم الأمرنديين والذين يسكنون آسيا قبل هجرتهم بخمسة وثلاثين ألف سنة وقد هاجروا لأمريكا عبر مضيق بيرنج الذى كان أرضاً يابسة آنذاك، وذلك لمطاردتهم للحيوانات الضخمة التى كانوا يصطادونها ثم استقروا فى القارة الأمريكية وانتشروا فى كال مكان فيها والذين تم إبادة معظمهم بالأمراض تارة وبالأسلحة الأوروبية تارة أخرى عندما بدأ الأوربيون بالنزوح فى أواخر القرن الخامس عشر بريطانيون وفرنسيون وأسبان وجلب الأسبان السود الأفارقة ليعملوا فى مزارع قصب السكر ثم جلب فيما بعد الرقيق الأسود من القارة السمراء إلى مناطق البحر الكاريبى، ومنذ عام 1900 نزح كثير من المكسيكيين وأهالى بورتوريكو وكوبا واستقروا هناك وتلك المشاعر هى التى كانت مسيطرة على خطاب الرئيس بوش الأمن وهو يودع إسرائيل بعد انتهاء فترة رئاسته الثانية ولم يخجل حينما فسر العلاقة الحميمية الغريبة بين أمريكا وإسرائيل هو تشابههما فى المنشأ وطريقة قيام الدولة فكلتيهما نشأت على جثث الشعوب الأصلية، وحب أمريكا والولاء لها والإخلاص فى حبها يسقى لأطفالهم حتى فى أثداء أمهاتهم ناهيك عن البرامج التعليمية والتثقيفية والفنية، حتى أنهم نسوا تماماً أصولهم وجذورهم الأصلية وغفروا لأمريكا ما لاقاه بعضهم وخاصة الذين من أصول زنجية أو أفريقية من اضطهاد وتمييز عنصرى ظل لقرون ولما تسلموا سدة الحكم فى أمريكا جعلوا مصلحة أمريكا فوق الجميع وكانوا أشد الناس ظلماً للشعوب المستضعفة وخير مثال على ذلك كولن باول الذى ترجع أصوله لأفارقة جاميكا وكونداليزا رايس الأفريقية الأصل والرئيس الأمريكى الحالى أوباما ولو أن تعارضت المصالح الأمريكية مع وطنه الأصلى كينيا لشن حرباً على حكومة نيروبى واحتلها أو على الأقل سيفرض حصاراً اقتصادياً ليخنقها أكثر مما هى مختنقة بجفاف القرن الأفريقى، والدليل الأكثر وضوحاً أن الرئيس الأمريكى لم يقدم أدنى مساعدة لعمته الكينية السيدة زيتزنى أونياجو وقال فى حديث تلفزيونى: إنه إذا كانت عمته موجودة فى الولاياتالمتحدة بشكل مخالف للقانون، فيجب أن تحترم القانون ولم تحصل السيدة اونياجو على حق اللجوء للولايات المتحدة إلا بحكم قضائى أصدره القاضى ليونار شابيرو من محكمة بوسطن ودون أدنى تدخل من الإدارة الأمريكية والتى أعلنت ذلك عشية صدور هذا الحكم . وحب الأمريكيين لبلادهم لم يمنعهم من التظاهر والاعتصام فيما سمى بعملية احتلال وول ستريت أو سوق المال الأمريكى وقد شملت تلك الاحتجاجات حوالى 1000 مدينة أمريكية حتى شملت العاصمة السياسية واشنطن بل وامتدت إلى مقر البورصات العالمية فى لندن وطوكيو وكان السبب هو البطالة والفقر وأن 40 مليوناً من الأمريكيين يعيشون تحت خط الفقر ويعزون سبب ذلك هو احتكار الشركات ورجال الأعمال للأموال الضخمة وأنها مكدسة لديهم ولا يمثلون إلا 5 % من السكان، وقمعت الشرطة الأمريكية تلك المظاهرات بشكل عنيف لم تأبه له أجهزة الإعلام المصرية ولا العربية وكانت تلك الصورتين المرفقة أعلى هذا المقال. ولما سئل الشرطى الأمريكى الذى وضع قدمه على رأس المتظاهر الأمريكى، قال الحكمة عنوان هذا المقال: (عندما كان على الرصيف كان متظاهراً وأعامله معاملة المتظاهر السلمى ولما نزل إلى الشارع أصبح مجرماً وأعامله معاملة المجرمين)، ولم نسمع بأن المتظاهرين الأمريكيين رشقوا الشرطة الأمريكية بالحجارة وزجاجات المولوتوف وربما لأن الشوارع الأمريكية نظيفة ولا تتوفر فيها أحجار أو أنهم يجهلون صناعة زجاجات المولوتوف التى يتقنها البلطجى الصغير حموقة أبوكف والذى يضيف عليها قطع من الزجاج والمسامير، ولا ندرى لماذا لم يفبرك المفبرك المصرى الصورة لتكون من ضمن الصور المفبركة ومقاطع الفيديو المفبركة ضد الجيش والشرطة المصرية، وكانت ستكون جمعة عنوانها رد الكرامة للرأس المهانة ورد القداسة للرأس المداسة، ولذلك نرجو ونأمل من مجلس الشعب الجديد أن يصدر تشريعاته بمكافحة إجرام التظاهر والاعتصامات والاحتجاجات، وأن تقتصر المظاهرات على أرصفة الشوارع أو فى أماكن محددة وتضع القنوات كاميراتها لتبث ليل نهار المظاهرات والاحتجاجات القادمة.