قال الشاعر والقاص سعد الدين حسن، إن الراحل أمل دنقل استطاع أن يكتشف 24 عملاً جديدًا من أشعار أبى العلاء المعرى، مؤكداً أنه فى وقت ما كان دنقل يعد لمشروع كبير عن التراث الشعرى واللغة العربية مع أحد الباحثات المستشرقات وكانت ألمانية الأصل، إلا أنها اختفت فجأة ولم تكمل معه المشروع وتوقف دنقل، مرجحاً أن يكون دنقل قد ترك ما بدأ فى إعداده من مشروعه عن التراث عند المفكر الكبير لويس عوض، جاء ذلك خلال الجلسة الثالثة من اليوم الأول لمؤتمر أدباء مصر فى دورته السادسة والعشرين والتى عقدت مساء أمس بمركز التعليم المدنى وتحمل هذا العام اسم الشاعر الراحل "أمل دنقل" والتى شارك بها كل من الشاعر عبد العزيز موافى وسعد الدين حسن وأدارها الدكتور محمد السيد عيد. وأضاف حسن متذكرًا وقت بداية معرفته بدنقل، قائلا :إنه تعرف عليه عام 74 بعدما فاز فى جائزة وزارة الثقافة للشعر بالمركز الأول عن أولى قصائده التى كتبها، وكانت قيمة الجائزة سبعين جنيهاً، وذهب بعد أن حصل عليهم لمقهى ريش وتعرف هناك على دنقل، مشيراً إلى أنه عندما اعتاد اللقاء بدنقل وصاروا أصدقاء كان عندما ينظر إلى وجهه يعرف أنه "مفلس" ويحتاج إلى نقود فكان يذهب ليقترض له ويعطيه، مؤكدا أنه كان يتصدى أيضا لمن يتعرض له بأى مضايقات. وفى سياق متصل قال الشاعر عبد العزيز موافى، وهو أحد أصدقاء الراحل أمل دنقل، أنه لم يسع لأى سلطة ولم يخضع لأى نفوذ، فكان يملك الفلوس ولا تملكه، متذكراً أحد المواقف التى جمعتهم عندما حصل دنقل على مبلغ 50 جنيهاً نظير نشره قصيدة مقتل كليب بمجلة العربى الكويتية، وقام بصرفها كلها على أصدقائه، واقترض من أحدهم مبلغاً ليعود لمنزله. وأضاف موافى أنه عندما شهد شارعا محمد محمود ومجلس الوزراء أحداث العنف الأخيرة ذكرته بأشعار أمل دنقل التى كانت دائما تؤجج للثورات، قائلا: "شعر دنقل يعد الإنجيل الرسمى لحركة التمرد السياسى"، معتبراً قربه من دنقل وساماً على صدره.