مجموعة من طلبة كلية الهندسة جامعة القاهرة من فريق "تنمية المجتمعات EDC" تمكنوا من تصنيع نوعية من الطوب الصديق للبيئة، وكونوا خط إنتاج محلى له، بحيث يمكن طرحه بالسوق وبسعر إقتصادى مناسب وبخامات مصرية 100%. وقال الدكتور محمد اسماعيل سراج، الدكتور المسئول عن فريق تنمية المجتمعات بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ل"اليوم السابع"، إن الهدف من إنتاج نوعية من الطوب صديق للبيئة والمكون من خامات متوفرة بالطبيعة ومصرية هو عمل خط إنتاج محلى، بحيث يمكن نقل الطوب بسهولة إلى موقع الإنتاج وبسعر اقتصادى يمكنه من المنافسة فى الأسواق. وشدد أنهم تمكنوا من إنتاج طوب طفلى مثبت بدون حريق، مما يوفر فى التكاليف نتيجة توفير المازوت أو الغاز المستخدم فى حرق الطوب، وفى نفس الوقت إنقاذ البيئة من الأدخنة الناتجة من الحرق، حيث بلغت تكلفة إنتاج الطوب حوالى 50 % من ثمن تكلفة الطوب المحروق. وبالنسبة لخط الإنتاج فتم تصميم وتصنيع خط إنتاج محلى بنسبة 100 % مكون من كسارة ومطحنة وخلاط ومكبس، بالإضافة إلى مجموعة سيور ناقله، كما تم إنتاج مكبس يدوى وآخر نصف ميكانيكى لتلبية كافة الإحتياجات والإمكانيات، مشيراً إلى أن خط الإنتاج يتميز بسهولة نقله إلى أماكن الإنتاج مما يوفر فى تكلفة النقل وتلوث البيئة الناتج من عملية النقل. وأشار إلى أن الطوب المنتج له العديد من المميزات منها كفاءته الأعلى فى العزل الحرارى ودقة الأبعاد وإمكانية إنتاجه مصمتا أو مفرغا طبقا للقالب المستخدم، كما أنه يمكن إنتاج "مونة" من نفس مادة إنتاج الطوب لإستخدامها فى المحارة وبذلك يمكن القضاء على موضوع الشروخ التى يسببها فرق معامل التمدد والانكماش بين مادة الطوب والمحارة الأسمنتية. وأوضح أنه والطلبة قاموا بدراسة واستعراض تجارب معمارية عديدة على رأسها تجربة المهندس المصرى حسن فتحى والتى تم تطويرها فى أماكن مختلفة من العالم مثل: الهند وباكستان والمكسيك وفرنسا وأستراليا وغيرها، وبناء على دراسة كل هذه التجارب، تم وضع خطة عمل تتمثل فى عمل خط إنتاج ميكانيكى وإنتاج الطوب من الطفلة والرمل، وهى خامات متوفرة فى الصحارى المصرية، على أن يتم تثبيتها بطريقتين للوصول إلى مقاومة مناسبة للضغط وبشكل معمارى جميل وقد تم اختيار الجير كمادة مناسبة للتثبيت لرخص ثمنها مقارنة بالأسمنت. واستطرد قائلاً إنه لزيادة كفاءة التثبيت للطوب قاموا بابتكار وسيلة جديدة ورخيصة جدا لزيادة كفاءة التفاعل بين الجير والطفلة عن طريق مزج هذا الخليط، ووضعه داخل صوبة بلاستيكية لتوفير جو حار رطب يعمل على زيادة كفاءة التفاعل، بالإضافة إلى هذا التثبيت الكيميائى تم العمل على زيادة كفاءة التثبيت بواسطة الضغط الميكانيكى فى مكبس ميكانيكى ضمن خط الإنتاج. ومن جانبه قال محمد على، قائد فريق EDC أن "EDC " هى اختصار ل"Echo Development Communities " أى تنمية المجتمعات البيئية وأنهم يهدفون من خلال مشروعاتهم إلى انشاء مجتمعات جديدة قائمة على البحث العلمى وقائمة على أفكار الشباب فى المدن المصرية الصحراوية. وأوضح قائلاً: "بدأنا من خلال تواجدنا فى EDC إيجاد الحلول لمشكلة الإسكان على سبيل المثال ولكن على قوام علمى سليم ومنتجات حيوية تفيد كثيرا من حل تلك المشكلة. وأضاف أن الفريق تم إنشاؤه منذ عدة شهور حيث اجتمع فكر الأستاذ محمد إسماعيل مع طلابه بكلية الهندسة، على أن يتم إبتكار اسلوب جديد لحل مشكلات المجتمع وأيضا ربط ما يتم دراسته بالواقع العملى، ولذلك تم التفكير بينى وبين زميلى "أحمد نادر"، فى إنشاء المجموعة العلمية ومن هنا كانت بداية تكوين المجموعه فى هندسة القاهرة، لتهدف إلى إعداد طالب يحقق متطلبات البحث والتنفيذ والإبداع".