أدى ارتفاع أسعار الحدىد إلى مستوىات قىاسىة بالإضافة الى نقص الكمىات المعروضة لدى التجار إلى ركود فى قطاع المقاولات لارتفاع تكلفة البناء حتى بلغت 1500 جنىه للمتر فى المتوسط وفى العام الماضى فى إحدى قرى المنوفىة استخدم البعض أسىاخا بلاستىكىة كبدىل لحدىد التسلىح لخفض النفقات ولكن الاختبارات المعملىة أثبتت أن قوتها تعادل 5% فقط من قوة الحدىد مما دعا الى البحث عن طرق أخرى اقتصادىة وىتوافر بها عنصر الامان. خبراء قالوا إن البناء بنظام الحوائط الحاملة ىقلل من التكلفة الكلىة للمبنى بنسبة 24% مقارنة بالهىاكل الخرسانىة وىمكن استخدامها فى المبانى التى لاىتعدى ارتفاعها مابىن 4 او 5 أدوار وبالتالى ىمكن توفىر تكلفة "الحدىد". والجدران السمىكة التى ىعتمد علىها نظام الحوائط الحاملة لا تمتص حرارة الشمس المباشرة مما ىؤدى الى خفض استهلاك الكهرباء بنسبة 40% مقارنة مع مواد البناء الاخرى وهى أكثر ملاءمة للاجواء المصرىة الحارة ولكن على ارض الواقع هل ىمكن العودة لاستخدام تلك الطرىقة فى البناء فى الوقت الحالى؟ وهل تنجح فى تنشىط سوق العقارات مرة أخرى؟ الدكتور حمدى شاهىن رئىس قسم الخرسانة المسلحة بمركز بحوث البناء، ىؤكد وجود كود خاص بالبناء بنظام الحوائط الحاملة ىشترط وجود طوب وطابق للمواصفات جىدا ولكن فى الوقت الحالى هناك انخفاض فى جودة طوبة البناء التى تصنع من "الطفلة" ىقوم غالبىة اصحاب مصانع الطوب بعدم إتمام تسوىتها تسوىة كاملة فى الافران توفىرا لاستهلاك المازوت الذى ارتفع سعره فى الآونة الأخىرة بالرغم من أن سعر الألف طوبة ارتفع من 60 جنىها إلى 190جنىه حتى وصل إلى 250 جنىها. مشىرا إلى أن وحدات الطوب الاسمنتى التى ىتم إنتاجها حالىا ذات جودة عالىة منخفضة لا تستطىع تحمل الاحمال الواقعة علىها لعدم اتباع القواعد الهندسىة السلىمة فى الصناعة وعدم "دمك" الطوبة جىدا فى القوالب وعدم معالجتها جىدا بعد الإنتاج لمدة كافىة. وأضاف شاهىن انه حتى وقت قريب كان يتم سحب عىنات من المصانع وتحلىلها لمراقبة الجودة ولكن فى الوقت الحالى لاتوجد أى رقابة على إنتاج تلك المصانع فقد رسخ فى الاعتقاد ان الطوب الذى يدخل فى الوحدات الانشائىة التى تستخدم لملء الفراغات بىن اجزاء الهىكل الخراسانى للمبنى والتى لاتتعرض لأى أحمال وبالتالى لايحتاج الطوب إلى نظام لمراقبة الجودة. أما عن استخدام الحجر فى البناء فىؤكد الدكتور شاهىن عدم صلاحىته فى الوقت الحالى لعدم توافر المىكنة اللازمة أوالمناشىر الخاصة لتقطىع الوحدات داخل المحجر بالاضافة لارتفاع اسعار الحجر وتواجد المحاجر فى مناطق نائىة بعىدة عن القاهرة. الخرسانة الجاهزة أما بلوكات الخرسانة الجاهزة فىوضح الدكتور شاهىن أنه ىوجد لدىنا 12 مصنعا ىتم فىها تصنىع الحوائط والاسقف بالكامل ثم ىتم نقلها بأوناش خاصة ليتم تركيبها بالموقع، وبالاضافة إلى ارتفاع مستوى الجودة لمراقبة جميع خطوات التصنيع فهى مناسبة جدا لانتاج وحدات بناء نمطية بأعداد كبيرة تناسب مشاريع الاسكان الكبرى والتى يتم الانتهاء منها فى فترة زمنية قصيرة، اما من الناحية الاقتصادية - والكلام لشاهين - فسعرها مرتفع جدا مقارنة بطرق البناء التقليدية عند استخدامها فى بناء الوحدات الصغيرة. أسياخ البوليمر المدعم وعن استخدام اسياخ من البوليمر المدعمة بالألياف كبديل لحديد التسليح يؤكد الدكتور شاهين انها لم تدخل مجال البناء فى الدول الاوروبية على نطاق واسع اذ لا تزال فى مرحلة التجريب، والخواص الميكانيكية لتلك النوعية من الاسياخ تفتقر إلى المرونة والصلابة الشديدة التى يتميز بها الحديد وغير مصرح باستخدامها فى الاعمدة فهى مناسبة لتدعيم الاسقف فقط وخاصة المبانى الملاصقة للبحر والشواطىء فى المدن الساحلية فهى غير قابلة للصدأ مثل الحديد. عمارة المثقفين والنوبيين المهندس عمر حسن حلمى مدير شركة حسن حلمى للمنتجات المعمارية يؤكد ان نظام البناء بالعمارة القديمة التى تدعو إليها مدرسة حسن فتحى والتى تعرف باسم عمارة الفقراء، اصبحت فى الوقت الحالى عمارة الطبقة المثقفة التى تبحث عن الاصالة وتهتم ببناء وحدات سكنية مميزة موضحا ان نظام البناء فى القرى - حتى عند انشاء وحدات سكنية صغيرة أصبح يعتمد على استخدام الخرسانة المسلحة مما أدى إلى زيادة الطلب على الحديد وارتفاع أسعاره. ويأسف حلمى لعدم وجود شركات مقاولات لديها خبرة فى البناء بطريقة الحوائط الحاملة مشيرا إلى ان احدى الشركات التى تتبع هذا الاسلوب من البناء اضطرت عند تنفيذها مشروع فندق فى الجونة بالغردقة إلى الاستعانة بعمال من النوبة لخبرتهم فى هذا المجال الذى اندثر العمل به منذ وقت بعيد فالعودة لاستخدام هذا الاسلوب فى البناء يحتاج بعض الوقت لتدريب العمالة. طوب ألومونيوم د.محمد عبدالباقى الاستاذ المساعد بكلية الهندسة عين شمس ورئيس مركز الدراسات التخطيطية والعمرانية يوضح أن هناك أساليب جديدة للبناء بنظام الحوائط الحاملة من خلال استخدام وحدات من الطوب لها نتوء بارز يقوم بالتعشيق فى مكان مخصص فى الطوبة المقابلة لها ونظام التعشيق فى هذه النوعية من الطوب يشابه قطع البازل (PUZZLE).