قال الدكتور شريف البلتاجى، رئيس المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، إن الدكتور محمود عيسى، وزير الصناعة والتجارة الخارجية، يجرى مفاوضات بالتعاون مع المجلس مع شركة مصر للطيران لوقف قرار الشركة رفع أسعار الشحن الجوى، والتى قامت بها الشركة تدريجيا منذ مايو الماضى بنسبة 25%. وأضاف البلتاجى، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن المصدرين يمرون بمرحلة عدم اتزان وتخوف لأن أى ارتفاع فى أسعار الشحن من قبل شركة مصر للطيران، وهى الشركة الوطنية التى تقود سوق الشحن فى مصر سيتبعها ارتفاع فى أسعار جميع شركات الشحن الجوى الأخرى، وهو ما يهدد بتوقف الصادرات المصرية وعدم حصولها على أى فرصة تنافسية أمام السلع الأخرى. وأشار إلى أن شركة مصر للطيران عللت مطالبها بارتفاع أسعار الشحن بأن فترة موسم الصيف لا يوجد بها صادرات للخضروات من مصر وتقوم الشركة بدفع تكلفة الطائرات التى تخرج فارغة فى مواعيدها لعدم وجود محاصيل، وهو ما أدى لمطالبتها بدفع الفاتورة من المصدرين وارتفاع قيمة الشحن، موضحاً أن المصدرين لا يستطيعون دفع هذه الفاتورة لأنهم يقدمون أسعارا أقل فى المنتجات المصدرة لتكون قادرة على المنافسة فى الأسواق الخارجية، وأن أى ارتفاع فى الأسعار سيهدد بوقف الصادرات المصرية. كما كشف البلتاجى عن وجود أزمة شحن للبضائع فى مصر سواء عن طريق الشحن الجوى أو من خلال الموانئ المصرية قائلا، إن ما يحدث فى ميناء دمياط يعد كارثة تؤثر على سمعة كافة الموانئ المصرية وتتسبب فى هروب جميع مراكب الشحن عن مصر عبر الموانئ وتوجهها إلى دول أخرى أكثر أمنا وهدوءا. وضرب البلتاجى مثلاً بما حدث فى فرنسا، والتى توقفت عنها مراكب الشحن من مصر ودول أخرى، قررت عدم الدخول إليها لسنين طويلة بسبب وجود إضرابات على موانيها، مشيرا إلى أن المصدرين والموردين من جميع دول العالم يفضلون الأسواق الآمنة لعدم التعرض لتلف البضائع المشحونة أو خسارتها بسبب إضرابات الموانئ عن مواعيد التسليم المحددة للبضائع. كما أشار إلى وجود أزمة كبيرة فى تأخر فترة وصول مراكب الشحن إلى مصر من 3 أيام إلى 8 أيام، بسبب ضعف الواردات القادمة إليها خلال المرحلة الحالية، لافتا إلى أن المراكب بدأت تتحول إلى دول أخرى قبل مجيئها إلى مصر، والتى تستفيد من تفريغ بضائع على موانيها ثم إعادة الشحن لبضائع أخرى من نفس الدولة ولا تعود فارغة مثلما يحدث فى مصر. وقال البلتاجى، إن هذا ضد مبدأ شحن الخضروات والفاكهة، والتى تتميز بكونها سريعة التلف وتتطلب السرعة فى الانتقال حتى لا يتعرض المصدرون لخسائر ضخمة. وأوضح أن المركب السريعة، والتى تمر عبر خط سير من فينسيا بإيطاليا البوابة الرئيسية لعبور المنتجات المصرية إلى أوروبا لتمر بسوريا ثم إلى الإسكندرية فى 60 ساعة توقفت عن المجئ إلى مصر بسبب الأحداث السورية، مما أدى لخسارة البضائع المصرية لهذا الإنجاز الكبير فى نقلها فى سرعة فائقة إلى الدول الأوروبية. وشدد على ضرورة تحسين وسائل النقل الجوى والبرى وعبر الموانئ لمضاعفة صادراتنا إلى الدول العربية، خاصة دول الخليج لوجود منافسة شرسة مع البضائع المصرية ووجود سهولة فى استيراد دول الخليج للمنتجات من كافة دول العالم، ولابد أن تأخذ مصر نصيبها من الأسواق الخليجية وأبرزها السعودية والكويت وقطر وأبوظبى.
