زادت في الفترة الأخيرة شكاوي المصدرين من ارتفاع اسعار الشحن الجوي، خاصة بين مصدري الحاصلات الزراعية التي يجب أن تشحن عن طريق الجو لضمان سرعة وصولها وعدم تلفها مثل الفراولة والفاصوليا والزهور والبصل الاخضر والخرشوف والكنتالوب... الخ. فلماذا ارتفعت اسعار الشحن الجوي؟ وهل أثر ذلك علي انخفاض صادرات المحاصيل الزراعية؟ وما هو دور الحكومة في تدعيم تلك الصادرات؟ وما هو موقف شركة الشحن الجوي التابعة لمصر للطيران؟ ثم وما هو دور شركات الطيران الخاصة ايضا؟ طرحنا القضية علي الخبراء ورجال الأعمال المصدرين، وكان التحقيق التالي: سامية أحمد وكيل شحن مصر للطيران تفسر ارتفاع اسعار الشحن بزيادة اسعار الوقود والطاقة علي مستوي العالم، مما أدي الي تحول المصدرين الي الشحن البحري لأنه أرخص في السعر.. وتضيف أن شركة الشحن لا تملك سوي طائرتين بطاقة 80 طنا يوميا ومن المتوقع أن تكون هناك طائرة ثالثة ستتسلمها الشركة في شهر مارس القادم، مما قد يساهم في زيادة الصادرات من المحاصيل الزراعية التي يجب شحنها جوا.. وقد ارتفعت اسعار الشحن من 55 يورو سنت آخر الموسم إلي 60 يورو سنت وقد كانت فيما قبل 20 يورو سنت أي أن الزيادة قد بلغت الضعف. من جهته يلفت المهندس شريف راشد رئيس المجلس السلعي للحاصلات الزراعية الي خطورة موقف الحاصلات الزراعية المصرية حيث يقول ان ارتفاع اسعار الشحن الجوي أدي الي خفض الصادرات، بالاضافة الي المنافسة الشديدة من المغرب الذي يقوم بشحن صادراته عن طريق البر. ويبدي المهندس حسين العجيزي رئيس لجنة الفراولة بالمجلس السلعي للحاصلات الزراعية مخاوفه من الانخفاض الملحوظ الذي سيحدث في صادرات الفراولة نتيجة ارتفاع اسعار الشحن الجوي حيث يتوقع أن تنخفض الصادرات من 9 آلاف طن حاليا الي 3 آلاف طن فقط في نهاية الموسم اي أنه انخفاض تصل نسبته لأكثر من 50%. ويعترض العجيزي علي تفسير ارتفاع اسعار الشحن الجوي بالارتفاع في اسعار الوقود ولكنه يري أن ذلك تم بسبب عدم قدرة شركة الطيران علي شحن بضائع أثناء رحلة العودة الي مصر مما يحملها خسائر كبيرة وهذه الخسائر يتحملها المصدر الذي يدفع ثمن رحلة الطيران ذهابا وايابا، ولا يستفيد بهما. ولكن اذا استطاعت الشركة ان تفتح أسواقا لها في الخارج تمكنها من العودة وهي محملة بالبضائع وفي هذه الحالة ستتمكن من خفض اسعار الشحن ويحسب العجيزي تكلفة الرحلة ذهابا 40 الف دولار، ثم تتحمل الشركة والمصدر قيمة ال 40 الف دولار الأخري اثناء العودة. ويري العجيزي انه يمكن اقامة ما يسمي "دبو" وهي محطة لتخزين وحفظ البضائع مما يمكن الطائرة من الشحن أثناء عودتها. لا ذنب "لمصر للطيران"! انطوان شاعر رئيس لجنة الفاصوليا بالمجلس السلعي للحاصلات الزراعية يقول: يمكن ان نقوم بشحن الفاصوليا الي ايطاليا فقط عن طريق البحر لأن الرحلة تستغرق 4 أيام أما الشحن لدول غرب اوروبا وباقي دول شمال اوروبا فلابد ان يتم جوا حفاظا علي المحصول من التلف. ويشير إلي أن صادرات الفاصوليا تبلغ من 30 إلي 40 الف طن في الموسم الواحد وان ارتفاع اسعار الشحن قد يؤدي إلي انخفاض صادرات الفاصوليا بالاضافة إلي أن دولا كالمغرب قد تكون منافسا قويا لنا في السوق الأوروبي لانها بحكم موقعها تقوم بالتصدير عبد الشحن البحري لقربها من تلك المنطقة. ولقد قمنا بالتفاوض مع شركة مصر للطيران للشحن لخفض تكاليف الشحن التي زادت 10 سنتات ونجحنا في خفض الزيادة إلي 5 سنتات فقط. ونحن لا نستطيع ان نطالب مصر للطيران بأكثر من ذلك لانها شركة تجارية لها مكسب وخسارة وامكاناتها محدودة ولابد ان نساعدها ونتحمل التكاليف معاً. وعن وجود تنافس بين مصر للطيران وشركات الطيران الخاصة اكد الشاعر ان الشركتين تشحنان بنفس الأسعار إلا أن مصر للطيران تحصل علي دعم 200 دولار للطن وهذا الفرق تتحمله الحكومة ولذلك فان الشحن بمصر للطيران أقل من الشحن بالشركات الخاصة! إلا أنه لدي 100 شركة لتصدير الفاصوليا وموسم التصدير يستمر 9 شهور من اكتوبر إلي يوليو ويدعو إلي ايجاد حلول لتحسين الأوضاع حتي لا يتضرر هؤلاء المصدرون.