علقت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فى افتتاحيتها على تطورات الملف النووى الإيرانى، وقالت إن الدبلوماسية، وليس الحرب، هى الطريقة المثلى لمواجهة إيران، لأن توجيه ضربة عسكرية لمنشآت طهران النووية سيكون له عواقب مدمرة. وأشارت الصحيفة إلى أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران، الذى صدر قبل عدة أيام، عبر عن حرص الوكالة على ألا تقول إن طهران تعكف الآن على تطوير أسلحة نووية، أو أنها ستبدأ ذلك فى المستقبل القريب، لكنه، برغم ذلك، يقدم دليلاً داحضاً على نماذج الكمبيوتر والعمل على أجهزة التفجير، التى يُعتقد أنها تُستخدم فى تطوير رؤوس حربية نووية. وقالت الصحيفة إن التقرير أثار دعوات بفرض مزيد من العقوبات، إلا أن التاريخ أثبت أن العقوبات القاسية ليست ذات فاعلية كبيرة، والبعض الآخر يطالب بالعقوبات القاتلة مثل فرض الحظر على صادرات الطاقة الإيرانية، إلا أن هذه الخطوة غير مرجحة لأنها بمثابة إعلان للحرب. وفى الوقت نفسه تزداد الضغوط على الرئيس الأمريكى باراك أوباما لفعل شىء ما، خاصة بعدما تم الكشف عنه الشهر الماضى من مخطط إيرانى لاغتيال السفير السعودى فى واشنطن. كما أن هناك البعد الإسرائيلى، فمع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية، عام 2012، فإن أوباما ليس أمامه خيار بأن يكون "ضعيفًا" مع إيران، أو بمعنى آخر ألا يكون متعاطفًا مع إسرائيل إذا كان حريصًا على ألا يخسر أصوات الناخبين اليهود. وبالنسبة للحل العسكرى، تقول الصحيفة إنه لا يوجد ما يضمن أن تكون الضربة العسكرية وحدها ستنجح. والمؤكد أن الغرب سيقوم بغزو واحتلال إيران، وهذا الأمر ليس بالهين بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها. وخلصت الصحيفة إلى القول إن هناك حلاً واحدًا، حيث يجب أن تقنع إيران نفسها بأن مصلحتها الخاصة تكمن فى عدم تطوير سلاح نووى، وهو حل أثبت فاعليته مع الأرجنتين والبرازيل وجنوب أفريقيا، إبان الفصل العنصرى.