أعلنت الحكومة السودانية أنها تمكنت، مساء أول أمس الخميس، من تحرير مدينة الكرمك عاصمة ولاية النيل الأزرق وطرد المتمردين منها والمدعومين من الجيش الشعبى بقيادة الوالى السابق مالك عقار، وقال بيان للسفارة السودانية بالقاهرة أمس، إن القوات المسلحة السودانية تمكنت من تدمير قوى البغى والعدوان من فلول ما يسمى بالجيش الشعبى بقيادة المتمرد مالك عقار بمدينة الكرمك وتحريرها وتأمينها تأميناً كاملاً، بعد أن فرت قوات المتمردين هاربة تاركة وراءها عتادها وسلاحها. كان الرئيس السودانى عمر البشير أعلن خلال خطاب جماهيرى بأم درمان قبل يومين أن القوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبى على مشارف مدينة الكرمك، وهى عازمة على أداء صلاة العيد بالمدينة، بعد تحريرها ممن أسماهم بفلول المرتزقة. وقال بيان السفارة السودانية، إن تحرير الكرمك جاء بعد معارك ظلت مستمرة منذ أن قرر مالك عقار التمرد على الخرطوم، فيما أشاد البيان بالتعاون الشعبى مع القوات المسلحة، مؤكدا عزم الجيش السودانى الاستمرار فى معاركه حتى تدمير من وصفهم بفلول الحركة الشعبية بالكامل فى النيل الأزرق وجنوب كردفان. وشدد على عدم تهاون الحكومة السودانية مع كل من يحمل السلاح، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن الخرطوم تفتح أبوابها مشرعة لكل من اختار العمل السياسى وسيلة للتعبير، والنقد البناء وسيلة للتغيير ولا مهادنة، مؤكدا أنه لن يكون هناك عفو عمن "رهن إرادته لأعداء الاستقرار بالسودان أو من يريد بأهله سوءا"، مطالبا كافة القوى السياسية بالتكاتف والتعاضد لخوض معركة البناء والتنمية فى هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البلاد. وكانت مدينة الكرمك الاستراتيجية، معقل متمردى الجيش الشعبى لتحرير السودان قطاع الشمال، الذين يقاتلون ضد الحكومة المركزية فى الخرطوم منذ مطلع سبتمبر الماضى واتخذت قوات الجيش الشعبى منها منطلقا لعملياتها العسكرية ضد الجيش السودانى ما دفع الرئيس السودانى البشير إلى إعلان الطوارئ وعزل حاكم المنطقة مالك عقار، وهو رئيس الحركة الشعبية بشمال السودان. كما تتمتع ولاية النيل الأزرق بموقع جغرافى استراتيجى محاذٍ لإثيوبيا،التى تمثل عمقا استراتيجيا لدولتى السودان وجنوب السودان، وتعد من أغنى المناطق السودانية، وتقع فى المنطقة المنتجة للذهب أرض بنى شنقول التاريخية وتضم الولاية أكبر الخزانات المنتجة للكهرباء فى السودان "خزان الروصيرص"، الذى يقع على نهر النيل الأزرق، المنحدر من الهضبة الإثيوبية، والذى يمتاز بضيق المجرى وسرعة الانحدار.