لم يكن متصوراً أن يتنافر أهل الدار بعدما عجلت السماء بالفرج، ليصحح الشعب المسار بعد التخلص من حاكم جائر بدد ثروات مصر وحكمها بالحديد والنار. هى أحاديث تنطق بالأسى على السفينة التى لاح لها "شاطئ" النجاة فإذا بها تتعثر قبل الدنو من مرفأها وقد لاح من حيث المجهول أشرار وشياطين وفلول تبتغى عودة مصر إلى حيث بئس القرار. ليس منا من يَحول دون عودة الأمل الذى غاب طويلا وسط ظلم وهوان وإراقة لدماء غالية على يد زبانية تولوا حماية نظام حكم مستبد، إلى أن أذنت السماء بزواله للأبد وصولا بمصر إلى فجر جديد يؤدى إلى نهار. هى مصر التى لا يمكن القول إنها قد أضحت "كثيرة" علينا وقد كابدت كثيرا جراء سنوات "خلت" وكان حرياً التعجيل بإسعادها واكتمال تطهيرها ممن كانوا سبب شِقوتها، وقد "أتى" زمان ليوجد من يبتغون "دوام الظلام" مؤيدين لنظام حكم فاجر "باع" كل مقدراتها وترك شعبها على "الطوى" ولم يتبق سوى الهواء ليحاسب الشعب على تنفسه والمشاهد لا تكذب وسوف يستمر الإصلاح طويلا لأن الماضى الأليم قد خلف دمارا. لأجل مصر لابد من اكتمال تطهير مصر لأجل أن يرحل البوار، وحرى تفويت الفرصة على شياطين الأنس من المعرقلين لتصحيح المسار. آن لغريب الدار أن يهنأ بالعودة مجددا من غربة طالت فى داخل الدار يوم أن كانت مصر فى سفر طويل وقد عادت مجددا لأهلها ولابد من عودة جديدة للروح بعدما عجل الوعى بشروق شمس النهار.