أعلن الرئيس السودانى، عمر البشير، انتهاء المشاكل والتوترات الأمنية بين بلاده وأريتريا (إلى الابد).. مؤكدا أن الحدود المشتركة بين البلدين أصبحت من الآن حدودًا لتبادل المنافع والخدمات. جاء ذلك خلال مخاطبته احتفالا جماهيريا حاشدا أقيم اليوم، الأربعاء، بمناسبة زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، أمير دولة قطر، والرئيس الأريترى أسياس أفورقى لولاية كسلا بشرق السودان، بعد افتتاحهما الطريق القارى "كسلا - اللفة" الذى يربط بين السودان وأريتريا بطول 26 كيلومترًا، وقامت دولة قطر بتمويل إنشائه بقيمة تسعة ملايين دولار، فى إطار دعمهما مشروعات تنمية شرق السودان. وأوضح البشير أنه بإنشاء هذا الطريق - وهو هدية من دولة قطر - تكون الحدود بين السودان وأريتريا - التى صنعها الاستعمار - قد أزيلت تمامًا حيث ستقام مناطق للتكامل وتبادل السلع، كاشفا عن عدد من الطرق الأخرى سيجرى العمل على تشييدها لتسهيل حركة المواطنين بين البلدين، مشيرا إلى أن سفر المواطنين من الجانبين يتم بالهويات الشخصية. وحيا الرئيس السودانى جهود دولة قطر التى دعمت السودان الآن ومن قبل، مشيرا إلى أن الدوحة كانت أول عاصمة فتحت أبوابها له بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه بزعم التطهير العرقى فى دارفور، فيما كانت أسمرا المحطة الثانية التى فتحت أبوابها له بعد قرار الجنائية. وأشاد البشير بجهود قطر فى تنمية ولايات شرق السودان، واستضافتها لجولات مفاوضات السلام فى دارفور حتى إنجاز وثيقة سلام الدوحة التى دخلت حيز التنفيذ قبل يومين بعودة الدكتور التجانى السيسى، رئيس حركة التحرير والعدالة، والذى تم تعيينه رئيسا للسلطة الإقليمية فى دارفور، وأشار كذلك إلى مساهمة دولة قطر بمبلغ مليارى دولار لتنمية إقليم دارفور. وكشف البشير أن السودان دعم ثوار ليبيا بالأسلحة فى قتالهم ضد نظام معمر القذافى، واعتبر ذلك ردا للصاع بصاعين على النظام الليبى السابق الذى كان له دور تخريبى بدعمه للحركات المسلحة لتأجيج الصراع فى دارفور. من جهته، أشار أمير دولة قطر الشيخ إلى الحقيقة التاريخية بأن أريتريا استقبلت أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، وأكد استمرار دعمه للسودان وأريتريا حتى تستمر العلاقات بينهما على أحسن وجه، ونوه بأن أريتريا هى معبر العرب إلى السودان وإلى أفريقيا. وقال الشيخ حمد إن قطر ستواصل دعمها للبلدين لترسيخ التعاون والتفاهم بينهما بعد أن انتزعا كل أسباب الفرقة والاختلاف.. أما الرئيس الأريترى أسياس أفورقى، فقد أشاد بجهود قطر وإنشائها الطريق الرابط بين بلاده والسودان وغيرها من المشاريع التنموية فى شرق السودان، والتى ستسهل التواصل بين البلدين.. مؤكدًا حرص بلاده على استمرار السلام فى ولايات الشرق. وأشار إلى دور قطر المؤثر والفعال فى دعم وتنمية هذه المشروعات، مشيدا بتواصل أواصر العلاقات المتينة بين بلاده والسودان ودولة قطر .
