جاء شهر رمضان المبارك في وقت مناسب للغاية بالنسبة لعدد كبير من اللاعبين المحترفين المسلمين في أوروبا. إذا لاتزال الأندية في فترات إعدادها ولم تبدأ رسمياً مبارياتها في الدوريات المختلفة. مما يعطي الفرصة لأداء فريضة الصيام من دون مشكلات مع المدربين. في مقدمة هؤلاء لاعب أشبيلية الإسباني كانوتيه كابتن منتخب مالي وهو أحد أبرز اللاعبين الملتزمين بتعاليم الإسلام في أوروبا. وكذلك نجم برشلونة أيريك أبيدال الذي كان قد حصل منذ ثلاث سنوات علي استئذان من ريكارد المدير الفني السابق للبرشا علي الصيام مع زميله في ذلك الوقت بابا توريه المحترف حالياً في انجلترا. ومن الملتزمين أيضاً اللاعب الفرنسي الشهير أنيلكا مهاجم تشلسي الذي أسلم منذ خمس سنوات. وهو حريص علي قراءة الفاتحة قبل كل مباراة يلعبها داخل دائرة الملعب. أما النجم الشهير فرانك ليبيري الذي سمي نفسه بعد زواجه من الجزائرية المسلمة وهيبة ب "عبدالله" فهو ملتزم ولكنه كما يقول غير قادر علي الصيام وقت المباريات والتدريبات. ولذلك يصوم فقط إذا كان بعيداً عن الملعب. لأنه علي حد قوله لم يعتد عليه منذ صغره. ورغم أن لاعب ألمانيا وريال مدريد الإسباني مسعود أوزيل اعترف أنه لا يلتزم تماماً بكل التعاليم الإسلامية إلا أنه حريص علي الصيام ولا يشعر بأي تعب علي الإطلاق حينما يصوم في رمضان لأنه اعتاد علي ذلك بأمر أسرته التركية الأصل. ونفس الحال ينطبق علي مواطنه وزميله في نفس النادي سامي خضيرة التونسي الأصل. وأما مواطنهما أمين بن هيرا لاعب هامبورج فقال صراحة إنه لا يمكنه الصيام في أيام المباريات والتدريبات. ويعد الفرنسي الجزائري الأصل كريم بنزمية أحد أكثر اللاعبين احتراماً للصيام في شهر رمضان. وقد أصر علي ذلك الموسم الماضي عندما بدأ الموسم مع ناديه ريال مدريد مع شهر رمضان. ولهذا فهو يضع برنامجاً خاصاً لغذائه اليومي ووافق عليه مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو الذي سبق أن أعلن وقت تدريب لتشيلسي منذ أعوام أنه يحترم التعاليم الإسلامية ولا يجبر أي لاعب علي الإفطار بشرط أن يؤدي بقوة في المباريات كالمعتاد. وإذا شعر بتراجعه يستبعده من الملعب. وتمتلئ الملاعب الأوروبية بعدد كبير من اللاعبين الجزائريين والتونسيين المنتشرين في بلجيكا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا. ومنهم عنتر يحيي وكريم زياني وبوقرة والثلاثة حريصون علي الصيام مهما كانت الظروف. في مصر يجد اللاعبون أنفسهم منقسمين بين مؤيد ومعارض للصيام. إذ إن البعض يقول إن لاعب الكرة المحترف وعليه أداء عمله بإتقان والصيام قد يعوقه علي ذلك. والبعض الآخر يرفض هذا القول نهائياً. وعموماً المدربون لهم رؤية في هذا الصدد فالمدرب الشهير محمود الجوهري كان يصر علي إفطار اللاعبين عند المباريات الخارجية بالذات مستفيداً من رخصة السفر التي تجيز لصاحبها الإفطار. وهناك من يترك الحرية للاعبيه بغض النظر عن أي ظروف ومنهم حسن شحاتة. وكذلك المدير الفني لمنتخب شباب مصر ضياء السيد الذي منح لاعبيه حرية الصيام في بطولة العالم المقامة الآن في كولوميا. ورغم صعوبة الموقف وارتفاع البلاد عن مستوي سطح الأرض وصعوبة التنفس إلا أن شبابنا صمد ويقدم عروضاً رائعة علي الأرض الكولومبية وهم في حالة صيام.