فى أركان ميدان التحرير، ترتفع لافتات لا تخفى خفة دم سياسية للشعب المصرى، وبجوارها فنانون خرجوا للثورة بألوان وأوراق لإعادة حق الشهداء أيضا، ولم يغب الفن عن ميدان التحرير منذ اللحظة الأولى للاعتصام بعد جمعة "الثورة أولا" ليفرز جيل جديد من الفنانين الذين تأثروا بالثورة، وتظهر تجمعات تشكلت فنياً من خلال الاعتصام الأول فى 25 يناير. وامتلأ الميدان بلوحات فنانين رسمت على الورق تتغير يوميا على سور الجامعة الأمريكية، رسمت لوحات جرافيتى سيطول عمرها أكثر بكثير على الجدار. فى الجزيرة الوسطى للميدان يقف ائتلاف شباب التشكيليين يعرضون لوحاتهم ويغادرون فى نهاية اليوم، ولأنهم فنانون متخصصون يحافظون على لوحاتهم بإطارات خاصة يمكن معالجتها مرة أخرى لتشارك فى معارض خاصة مستقبلاً، ولكنهم يصرون على تأكيد وجود شباب التشكيليين ويستمرون فى تقديم وجه أكثر جماهيرية للفن التشكيلى بعد مشاركتهم فى جدارية حكاية جدار بعزبة الصعايدة بإمبابة. على الحائط المواجه على سور الجامعة الأمريكية، رسمت لوحتان كبيرتان بفن الجرافيتى تطالب بحق الشهداء وتحرض على النزول للميدان بكلمة "أنت مش أحسن من اللى ماتوا"، بجوارها رسمة كبيرة للمشير بخط أحمر مثل إشارات المروروكأنها ممنوع المرور. وفى اللوحة المجاورة كتبت مطالب جمعة الثورة أولا بطريقة فنية تطالب بحرية الإعلام والاعتصام والتظاهر وعودة الأمن، أما على الجانب الآخر من الميدان وبجوار عيادة كنتاكى الثورة، وقفت رابطة فنانى الثورة يرسمون الشهداء ولقطات حية من الميدان، وكاريكاتير عن البلطجية والشرطة، بخامات بسيطة مجرد أوراق رسم وأقلام ملونة وعلب ألوان مائية صغيرة، نفذت منهم بعد اليوم الأول للاعتصام ويبحثون عن زملاء لهم يأتون بمدد.
