بلطجة قطع طرق سرقة نهب قتل إضرابات فوضى.. تلك الأشياء أصبحت الحديث المعتاد بين الناس.. كل هذا والسلطة الحاكمة تلتزم الصمت الرهيب.. لماذا لا يخرج علينا رئيس المرحلة الانتقالية ليخاطبنا..؟؟ ليهدئ من روعنا.. ليحسسنا بالاهتمام.. ليعرفنا على ملامح الحاضر والقادم.. لماذا التجاهل التام والصمت المطبق..!! هل الأخبار على موقع على الفيسبوك هو مصدر المعلومة لهذا الشعب الذى لا يعرف غالبيته لا فيسبوك ولا تويتر.. أم أن الشعب أصبح ينحصر فى جماعتى الفيسبوك وميدان التحرير وأصبح ما يريدونه هو فقط ما يعتبره المعتبرون. أين الاهتمام بالأغلبية الصامتة التى صمتها ينبع من انشغالها بلقمة عيشها أم تلك الأغلبية لا يعمل لها حسابا إلا عندما يفيض بها الكيل وتخرج عن صمتها المعتاد. إن تلك الأغلبية التى خرجت عن صمتها يوم 25 يناير وما تلاها من أيام.. هى من أنجحت الثورة وهى من أسقطت نظام الفساد.. لا فيسبوك ولا غيره فلو كانت ثورة شباب الفيسبوك لما خرج أكثر من خمسة عشر ألفا أو عشرون وهذا باعتراف من يسمون أنفسهم شباب الثورة بألسنتهم.. بدون الأغلبية الصامتة ما كانت لتقوم ثورة ولا إسقاط لنظام. ولكن عند النجاح يخرج كل من له صوت عال وحنجرة قوية لينسب الفضل له وحده.. وهكذا فعل مريدى الفيسبوك وشباب الثورة فنسبوا الثورة لأنفسهم وبدأوا بالمطالبة بحقهم فى غنائم الانتصار متناسين حق الأغلبية التى خرجت عن صمتها لتحول مظاهرتهم إلى ثورة. أصحاب الثورة الحقيقيون جالسين فى بيوتهم ينتظرون.. من يحدثهم.. من يطمئنهم.. من يرسم لهم بكلمات واضحة معالم الطريق وما سوف يكون.. كعهد وميثاق.. ليكون هو العهد الذى نطيعهم عليه فإن أخلفوه فلا طاعة لهم علينا. ننتظر من يخرج ليقول لنا أن الضرورات تبيح المحظورات والضرورة الآن هى إعلان تعهد للشعب لتحقيق كل مطالبه العادلة والتى أجمع عليها، ثم بعد ذلك ممنوع منعا باتا حتى موعد الانتخابات المحددة سلفا أى تظاهرات.. أى قطع للطريق.. أى مطالبات فئوية. المؤتمرات والمناقشات يتم الإعلان عنها مسبقا بقصور الثقافة وبمراكز الشباب والمجمعات الرياضية وبمقار الأحزاب وأى خروج فيها لممارسة البلطجة الفكرية التى يتم تحويلها لبلطجة تخريبيه يتم مواجهتها بالقوة وبالحزم فلا مكان للفوضى وفرض الرأى بالقوة وبالأيدى والطوب والحجارة والحرق والسنج والمطاوى. إعلان يتم بثه كل ساعة بالإعلام لكل مسجل خطر ولكل بلطجى ولكل هارب من السجون بتسليم نفسه فى غضون 10 أيام ثم بعدها يعلن إهدار دمائهم.. يتم تشكيل مجموعات لها قيادات مشتركة بين الجيش والشرطة بكل حى وكل مدينة وكل قرية تجابه البلطجية وقطاع الطرق بالحديد والنار فى القلوب والصدور. يتم تصوير جميع الأنشطة سواء فى مواجهة البلطجية أو الخارجين عن القانون أو خلال الأنشطة السياسية تصويرا حيا من بدايته لنهايته ليتم عرضه كاملا على الشعب عند أى حدث لتكون حجة على الطرفين بدلا من نترك المغرضين يبثون الإشاعات ويتبلون ويزورون الوقائع والحقائق. على كل من يرى له حقا فى الثورة أو من يرى أحقيته بالكلام أو التقرير عن الأغلبية الصامتة أن ينشأ حزبا وينزل الانتخابات القادمة النزيهة العادلة وعند صندوق الانتخابات يكرم الحزب أو يهان. لابد أن يعلم الجميع جيشا وشرطة وأحزابا.. شبابا وشابات.. كهولا وشيوخا وأطفالا أن ظهورنا أصبحت للحائط وليس أمامنا إلا أن نكون أو لا نكون.. كلنا فى بوتقة واحدة.. عهد الحقيقة آتى ولا عودة إلى الوراء.. كفانا ما أضعناه على وطننا وعلى أنفسنا من سنوات طوال عشناها فى غيبوبة.. الشعوب والبلدان من حولنا تتقدم ونحن قانعون بموقعنا فى سبنسة الأمم. نريد عهدا جديدا يتعلم فيها أصحاب السلطة احترام الشعب ويتعلم الشعب احترام أصحاب السلطة.. نجدنا نعيش فى دولة الحق والعدل والقانون. هل ما نسطره أحلام يقظة أم أضغاث أحلام.. لقد مللنا من الكلام.. وأصابنا الملل.. فهل ننتظر حتى نرى وطننا كومة من الركام.. أم نهب وننقذه من أن يصبح وليمة على موائد اللئام.