أكد وزير التجارة والصناعة المهندس رشيد محمد رشيد اليوم السبت، أن الحكومة المصرية تتعامل مع الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية وتأثيرها على الاقتصاد المصرى بواقعية شديدة، باعتبار أن الاقتصاد المصرى ليس بمعزل عن الاقتصاد العالمى، وإنما هو جزء منه، وتأثر مثلما تأثر اقتصاد كل دول العالم بهذه الأزمة. وقال رشيد، إن الحكومة تقوم حاليا بوضع رؤية شاملة لتداعيات الأزمة، سواء على المدى القريب أو المدى البعيد، وذلك للحفاظ على معدلات النمو التى حققها الاقتصاد المصرى خلال العامين الماضيين. مشيرا إلى أن مصر فى وضع تميز عن معظم دول العالم، فلا توجد أية مشاكل فى الجهاز المصرفي، ولا تعانى من أزمة سيولة، لافتا إلى أن الوزارة تسعى فى المرحلة الحالية إلى تجنب الآثار السلبية على القطاعات الاقتصادية المرتبطة بالأسواق والبنوك العالمية، مثل قطاعى السياحة والتصدير، وبالتالى يستمر معدل النمو الاقتصادى على وضعه. وأكد رشيد، أن القطاع المصرفى المصرى بخير ولا يعانى من مشاكل، كما أن المنظومة البنكية تسير وفق ضوابط محددة، ولذلك فإن البنوك المصرية لم تتأثر أو تعانى من الأزمة المالية التى أصابت معظم البنوك العالمية، خاصة الأمريكية والأوربية، لأنها تمتلك سيولة قوية، وليس لديها استثمارات يعتد بها فى البنوك العالمية. وأشار رشيد إلى أن، الحكومة تعمل حاليا على مشروع قومى لإنشاء أسواق جملة بالمحافظات، بعد أن أصبح إنشاء هذه الأسواق ضرورة للتعامل مع الأزمات التى يعانى منها الاقتصاد العالمى، خاصة المنتجين المحليين، وأيضا لحماية المستهلك وضمان حصوله على سلع ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة. وأوضح رشيد، أن الأزمات الشديدة التى شهدتها البورصة المصرية مؤخرا، لا تعبر عن حقيقة أوضاع الشركات المصرية ولا تعكس قوائمها المالية، وإن ما حدث كان لعدم دراية أغلب المتعاملين فى البورصة، بالأوضاع المالية للشركات. وقد أكدت بيانات قطاع التجارة الداخلية واتحاد الغرف التجارية، أن أسعار الجملة للسلع الغذائية التى تسلمها التجار انخفضت كالتالى: 1-الدقيق من 3800 جنيه للطن إلى 2300 – 2500. 2-المكرونة من 3600 جنيه للطن 2400 جنيه وانخفض سعر الأكياس المعبأة وزن 350 جراماً من 140 إلى 160 قرشاً. 3-الأرز من 3300 جنيه للطن إلى 2380 جنيهاً. 4-العدس من 13 جنيهاً للكيلو المعبأ إلى 9.5 جنيه. 5-زيت الطعام الخليط انخفض من 9.5 جنيه للعبوة زنة كيلو إلى 6.75 قرشاً. 6-المسلى الطبيعى انخفض من 35 جنيهاً للكيلو إلى 28.35 جنيه. 7-اللحوم المستوردة من البرازيل انخفض سعر الكيلو جملة من 22 جنيهاً إلى 20 جنيهاً. 8-اللحوم المستوردة من الهند سعر الكيلو جملة من 18 جنيهاً إلى 17 جنيهاً. 9-البيض انخفض سعر الطبق من 20 جنيهاً إلى 16 جنيهاً. 10-الدواجن أسعار المزرعة للدواجن الحية انخفض من 12 جنيهاً إلى 10.85 جنيه، المجمدة المستوردة انخفض من 18 جنيهاً إلى 16.5 جنيه، المجمد محلى انخفض من 19 جنيهاً إلى 16.5 جنيه. ومن المتوقع أن تواصل هذه الأسعار الانخفاض بنسبة 10% خلال شهر نوفمبر المقبل. وفى هذا الإطار أوضح الدكتور أحمد الركايبى رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية بأن الانخفاض العالمى لأسعار المنتجات الغذائية قد انعكس على أسعار المنتجات الغذائية بالمجمعات الاستهلاكية، حيث بلغ سعر كيلو الفول 4.5 جنيه بعد أن وصل سعره إلى 6 جنيهات للكيلو خلال الفترة الماضية، كما انخفض سعر طن الدقيق ليصل إلى 2350 – 2400 جنيه للطن، مما كان له أكبر الأثر على انخفاض أسعار المكرونة لتصل حالياً ما بين 140 – 160 قرشاً للكيلو، كما وصل سعر زجاجة الزيت إلى حوالى 7 جنيهات، مشيراً إلى أن الشركة كانت حريصة أيضاً على ثبات سعر كيلو السكر والذى بلغ 2.75 قرش رغم الارتفاع الكبير فى سعره عالمياً. كما أكد أحمد الوكيل رئيس غرفة تجارة الإسكندرية بأن المواطن سيشعر بانخفاض أسعار السلع متوقعاً أن تصل نسبة الانخفاض من 10- 30% فى معظم السلع الغذائية وغير الغذائية خلال شهر نوفمبر المقبل، لافتاً إلى ضرورة ألا يحدث انكماش من جانب الجهاز المصرفى لتمويل المنتجين والتجار خلال الفترة المقبلة، وذلك لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية. وحول قطاع الدواجن، أشار الدكتور نبيل درويش رئيس الاتحاد العام لمنتجى الدواجن إلى أن أسعار الدواجن ستنخفض خلال الأيام القليلة المقبلة خاصة فى ظل انخفاض أسعار الخامات من أعلاف وخلافه، مشيراً إلى أن هناك استثمارات جديدة دخلت قطاع الدواجن وسيكون لها تأثير كبير فى زيادة الكميات المعروضة، وبالتالى ستساعد فى انخفاض أسعار الدواجن وسيشعر بها المواطن قريباً. كما أضاف الدكتور علاء رضوان رئيس رابطة مستوردى اللحوم بأن أسعار منتجات اللحوم قد شهدت انخفاضاً عالمياً بنسبة تصل إلى حوالى 25%، وهذا الانخفاض سيؤثر بلا شك على أسعار اللحوم والأسماك خلال الأيام القليلة المقبلة وسيشعر المواطن بهذا الانخفاض. وأشار عاطف تادرس أحد مستوردى الحبوب وعضو مجلس الحبوب العالمى إلى أن أسعار البقوليات والحبوب قد شهدت انخفاضاً عالمياً خلال الثلاثة شهور الماضية، وقد انعكس ذلك على أسعار العديد من المنتجات مثل الفول والذرة، مشيراً إلى أن مجلس الحبوب العالمى سيعقد اجتماعه المقبل بتركيا لمناقشة وبحث تداعيات الأزمة المالية على منتجات الحبوب وانخفاض أسعارها فى السوق العالمى ومن ثم انعكاسها على المستهلكين. ومن جانبه طالب المهندس طارق توفيق رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات بضرورة الانتهاء من إصدار قانون سلامة الغذاء وإنشاء هيئة تنمية التجارة الداخلية، والتى سيكون لها دور كبير فى خلق منظومة تجارية تفيد المنتج والتاجر والمستهلك أيضاً. وفيما يتعلق بقطاع الألبان والذى شهد ارتفاعاً كبيراً فى أسعار عدد من منتجاته، أوضح إبراهيم سودان أحد مستوردى الألبان أن أسعار اللبن البودرة انخفضت انخفاضاً ملحوضاً وسيكون له أثر على انخفاض الأسعار خاصة فى ظل تحول العديد من المصانع لاستخدام اللبن البودرة لإنتاج منتجاتهم خلال المرحلة المقبلة، مطالباً بضرورة توفير جميع الإمكانيات الاستيرادية أمام المستوردين. هذا وقد كلف المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة، اتحاد الغرف التجارية بإعداد دراسة قطاعية عاجلة لأسعار المنتجات الأساسية خاصة السلع الغذائية وذلك لإعلانها أسبوعياً بالتنسيق مع الوزارة والمنتجين حتى تكون هناك رؤية واضحة ومصداقية للقطاع التجارى لدى المستهلكين، حتى يشعر المواطن بآثار الانخفاض العالمى فى الأسعار. وفى هذا الصدد أعلن محمد المصرى رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية أنه سيتم البدء فوراً فى عقد اجتماعات خلال هذا الأسبوع، لوضع هذه الدراسة بالتنسيق مع قطاع التجارة الداخلية لوضع نظام متكامل للإعلان عن الأسعار لتوعية المستهلك بالأسعار الحقيقية للشراء. شهد الاجتماعات الدكتورة سميحة فوزى مساعد أول الوزير والمستشار هشام رجب مساعد الوزير للشئون القانونية والتشريعية وسيد أبو القمصان مستشار الوزير وسعيد الحفنى نائب رئيس هيئة السلع التموينية والدكتور أحمد الركايبى رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية وأحمد الوكيل رئيس غرفة تجارة الإسكندرية وطارق توفيق رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات واللواء محمد أبو شادى رئيس قطاع التجارة الداخلية.