قالت المستشارة تهانى الجبالى – نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا – يجب أن يكون عنوان المرحلة القادمة هو استرداد الذات الحضارية لمصر والمكون الإنسانى للمواطن المصرى الذى أبهر العالم بكل أطيافه الاجتماعية والثقافية بميدان التحرير، واسترداد قيمة الإيمان بعيدا عن التدين الشكلى. وأشارت إلى أن الدستور الجديد يجب أن يكون لوطن واحد لا يقبل القسمة أو التفرقة بين المواطنين ليكون بمثابة العنوان الأسمى للمرحلة القادمة فى استعادة الإنسان المصرى لإنسانيته، مؤكدة أن الشعب المصرى يقف حاليا لاستعادة دستوريته الشعبية، ومن الأمانة الديمقراطية أن يكون الدستور عنوانا لمرحلة ديمقراطية جديدة تقوم على العقد الاجتماعى وإلا سيكون بمثابة بداية لثورة جديدة. وحذرت الجبالى من أن يضع الشعب المصرى الدستور الجديد فى أيدى القانونيين فقط، مطالبة الشعب المصرى بالتوافق العام لبناء الوطن كشركاء لا كفرقاء. وقالت "نأمل أن نمكن الشعب المصرى الذى قام بخلع النظام السابق، من بناء الأساس الحقيقى للحياة الديمقراطية الجديدة فى مصر". وأوضحت أن الدستور القادم يحتاج إلى تأمين عناصر الدولة المدنية الحديثة وأن يكون مبدأ المحاسبة للحاكم مقنناً دستوريا، كى لا يحدث ما حدث وإنهاء الصلاحيات بلا حدود وعدالة الوطن تجاه أبنائه من حيث عدالة توزيع الثروة والسلطة واحترام التنوع الذى هو سنه الله فى الأرض. وأشارت تهانى الجبالى إلى أن مصر دولة تأثير ولها دورها الإقليمى والعربى والعالمى الهام على مستوى العهود السابقة، وقالت "علينا أن نستوعب متغيرات العصر وأن نؤمن بقدراتنا الذاتية" خاصة فى مجال الاقتصاد والاستفادة من إمكانياتنا فى الزراعة والصناعة والسياحة، مشيرة إلى أن العنصر البشرى قد أسقط من حساب النظام السابق لتغطية العوار فى خلل السياسات السابقة. وعن وحدة الشعب المصرى قالت تهانى الجبالى "عار على مصر أن تغفل 600 عام من تاريخها هو التاريخ القبطى، ولكن نحمد الله أن الشعب المصرى يفسد كل مؤامرات التفرقة وهو ما تجلى فى حادث القديسين بالإسكندرية والتى أفسدها الشعب المصرى بقانون الحركة الذاتى وخرج ليرفض تلك المؤامرة". جاء ذلك خلال الجلسة الثانية من اليوم الثانى للمنتدى الذى تستضيفه مكتبة الإسكندرية تحت عنوان "رؤى نحو نهضة مصرية جديدة"، والذى تنظمه جمعية المعماريين المصريين، ويشارك فيه مجموعة من المفكرين والخبراء والمثقفين بهدف تبادل الخبرات والأفكار لتقديم رؤى جديدة تقود لنهضة مصر. من جانبه، وصف طارق أبو النجا – أستاذ الهندسة بجامعة كاليفورنيا – الثورة المصرية بأنها ثورة غير مركزية، حيث إنها ثورة ليس لها قيادة ولا رأس تبحث عن فلسفتها الخاصة بها، مؤكدا على أن القصة المحورية التى تأتى قبل الدستور هى تحديد أى مصر نريدها فى المستقبل، مستعرضا تاريخ مصر القبطى ثم الإسلامى؟ مشيرا إلى أن الروحانيات فى مصر لا يمكن فصلها عن الماديات بما يصعب معه فصل الدين عن السياسية بالمفهوم الأوروبى.