غداً سيتحدد مصير صحفيى مصر جميعهم فى جلسة النطق بالحكم فى قضية رؤساء التحرير الأربعة، وهم عادل حمودة رئيس تحرير جريدة "الفجر"، ووائل الإبراشى رئيس تحرير "صوت الأمة" السابق، وعبد الحليم قنديل رئيس تحرير جريدة "صوت الأمة "، وإبراهيم عيسى رئيس تحرير "الدستور" وهى القضية التى عرفت بقضية "رؤساء التحرير بتهمة نشر أخبار تنال من قيادات الحزب الوطنى الحاكم، وتهدد الأمن العام، قد يلقى الصحفيون غدا أحد مصيرين الأول قد يجدوا أنفسهم منضمين إلى صفوف المجرمين ويجلسون جنبا إلى جنب فى زنزانة واحدة معهم، والمصير الثانى هو الحرية الكاملة للعقل والفكر والقلم وللصحافة المصرية بشكل عام. اختلفت التوقعات فى الوسط الصحفى بشأن نتائج جلسة غداً إلا أنهم جميعا أجمعوا على أن صدور حكم بالحبس يعد نكسة للصحافة المصرية وانتهاكاً كبيراً لحرية الرأى والتعبير ولحقوق الإنسان، فلم يستطع الصحفى إبراهيم حجازى توقع حكم المحكمة غدا، ولكنه يرى أن العفو الرئاسى الذى صدر لإبراهيم عيسى يدعو للتفاؤل، وأن غمة حبس الصحفيين ستزال، وتمنى ألا تصدر أى أحكام فى هذه القضية، كما رفض التعليق على الأحكام القضائية، مشيراً إلى أن الحل فى جميع الأحوال هو تفعيل ميثاق الشرف الصحفى الذى يحمى الصحفيين من الحبس فى جرائم النشر ويحفظ حقوقهم، وأن هذا هو دور نقابة الصحفيين الذى تقاعست عنه. جمال فهمى عضو مجلس نقابة الصحفيين، أكد على ضعف موقف النقابة وتراخيها فى القيام بدورها على الرغم من رفضها لقضية حبس الصحفيين، إلا أنها وكما يقول جمال فهمى "بعيدة تماما عن القضية وكأن الأمر لا يعنيها، وهذا أمر مؤسف وأنا كعضو مجلس نقابة أشعر بالخجل بسبب التقصير من النقابة وأعترف من موقعى هذا بأن أداء المجلس الحالى دوره غير ملموس بالمرة"، أما عن توقعاته فى جلسة غدا، فرفض التكهن بأى نتيجة معللا ذلك بأن كل الاحتمالات قائمة إلا أن قرار العفو الرئاسى عن إبراهيم عيسى سيغير فى سير القضية، كما وصف القضية بأنها شاذة ومحاولة لتكميم الأفواه، حيث قامت فرق الحبس المتجولة التى ينشرها الحزب الوطنى باصطياد رؤساء التحرير الأربعة وتوريطهم فى القضية، مضيفاً أن القضية بكل جوانبها تمثل عاراً على مصر وكان يتعين على جهة القضاء رفض هذه الدعوة من البداية. الصحفية أمل سرور وجدت صعوبة فى توقع أى نتيجة بشأن جلسة غدا فى تعليق بسيط "هذه البلد يصعب توقع أى شئ فيها ولم يعد هناك معيار يمكن أن نسير وفقه"، ولكن فى حالة صدور حكم بالحبس ترى أن هذا سيصبح علامة سوداء فى جبين مصر وإهانة للصحافة المصرية، وأن الصحفيين قد يجدوا أنفسهم أمام أحكام أخرى بالجلد، كما أشار المفتى أو بالإعدام أو النفى، وطالبت بتحرك قوى للصحفيين يتعدى المظاهرات والاحتجاجات على سلم النقابة إلى الإضراب الكامل لكل الصحف المصرية باختلاف توجهاتها وعدم صدورها فى حالة الحكم بالحبس. أما عن موقف النقابة من القضية، فأشارت أمل سرور إلى أنه لابد أن يكون أقوى من ذلك قائلة "الحرية لا تمنح وإنما تنتزع وليس من حق أحد أن يسلبنا إياها لأننا سلطة رابعة، وأتمنى ألا تكون على الورق فقط ولابد أن تضع النقابة يدها فى يد الصحفيين ليصبحوا قوة واحدة". الصحفى ممدوح الولى بالأهرام أكد أن الحكم أيا كان سواء الإدانة أو البراءة لا يمثل سوى سلسلة من الكر والفر بين الدولة والصحافة، لإبعاد الرأى العام عن القضايا الأساسية من بطالة وارتفاع للأسعار وتدنى المستوى الاقتصادى، ومن الممكن أن تمثل قضية غد تكراراً لسيناريو العفو الرئاسى عن إبراهيم عيسى. موضوعات متعلقة.. ◄أمين عام النقابة: لا رأى لى فى محنة سجن الصحفيين