قال الكاتب الصحفى حلمى النمنم، رئيس مجلس إدارة دار الهلال: "يكذب من يقول أن المجتمع المصرى متدين بالفطرة، لأن المجتمع المصرى دنيوى وعلمانى بالفطرة، وفى المجتمع الريفى "الراجل اللى بيلبس" جلباب قصير وضيق عند الحوض، إما فقير، أو شاذ جنسياً. وتابع النمنم خلال الندوة التى عقدها المركز القومى للترجمة أمس الأحد لمناقشة كتاب الاستشراق الأمريكى الذى ترجمه طلعت الشايب: خوفى فى الانتخابات القادمة ليس من السلفيين أو الإخوان، فالإخوان فى انتخابات 2005، وصلوا لمجلس الشعب برغبة من الحزب الوطنى من أجل تخويف أمريكا، وكذلك كراهية من المصريين فى الحزب الوطنى، ومع ذلك لم يحصل سوى على 23 % من مقاعد المجلس، أنا لا أخاف من الإخوان والسلفيين، وإنما خوفى الحقيقى من السياسيين والمثقفين الانتهازيين. ولفت النمنم النظر إلى أن دوجلاس ليتل مؤلف كتاب الاستشراق الأمريكى، تناول أوضاع مصر عام 2005، وصور حسنى مبارك بالملك فاروق، متنبئا بأن الأوضاع فى مصر تقود إلى انفجار، مضيفا: "الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت مرعوبة من انتشار الناصرية فى العالم العربى، ومن انتشار القومية العربية، وكانت مرعوبة من الأنظمة التى تساندها، وبحثت الولاياتالمتحدةالأمريكية سبل احتواء الثورة التى قامت فى مصر، وتوصلت جميع المؤسسات الأمريكية إلى ضرورة أن تقدم حزمة من المشروعات الإصلاحية تضرب مشروعات جمال عبد الناصر، وهو ما تم تصديره بالفعل إلى المنطقة بعد السلام". وقال النمنم: "هل الإصلاح يمكن أن يمنع قيام الثورة؟ أتصور أن الإصلاح على الطريقة الأمريكية يمكن أن يعجل بالثورة، لأن أى حاكم ديكتاتورى تنفجر الثورة ضده، عندما يفكر الفاسد فى الإصلاح، فهل كان ممكنا أن يحدث إصلاح فى مصر عام 2010، طبعا لا يمكن، لأن أول الإصلاح هو كنس الطبقة المستبدة الحاكمة، وفى هذه الحالة نقول المجد للثورة". قال الكاتب والمفكر السيد ياسين مستشار، مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن حرب الناتو على ليبيا الآن، " مش لوجه الله" ولا تخلو من رغبة فى السيطرة على النفط الليبى، وإدعاؤهم الدفاع عن الشعب الليبى، باطل ولا أساس له من الصحة. أضاف: "ألم يسمع الناتو عن الشعب الفلسطينى الذى يرزخ تحت القمع والقتل منذ خمسين عاما، لماذا لم يتدخل الناتو ضد إسرائيل إذا كان حقا يحارب من أجل حقوق الشعوب"، وأكد ياسين على أن حرب الناتو فى ليبيا، لا تخلو من رغبة فى السيطرة على البترول الليبى. كما رفض ياسين أى تدخل فى الشأن المصرى، قائلا: "إصلاح النظام المصرى ديموقراطيا أو الثورة عليه هو شأن مصرى خالص"، مضيفا: "حدث خلط بين تلقى معونات من بعض المنظمات السياسية الأمريكية لتدريب الشباب على مراقبة الانتخابات، وهو ما يسمح بفتح الباب للفساد السياسى". وتحدث المترجم طلعت الشايب عن أهمية مؤلف كتاب "الاستشراق الأمريكى" دوجلاس ليتل" هو ما دفعه لترجمة هذا الكتاب، فيما أشار الناقد الدكتور حامد أبو أحمد إلى أن صورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لدى الرؤساء الأمريكان كانت سيئة لمجرد أنه كان يرفع شعار تحرير فلسطين. وتابع أبو أحمد: كتاب الاستشراق الأمريكى الذى ترجمه المترجم طلعت الشايب بعنوان "الاستشراق الأمريكى" كتاب مختلف تماما، عن كل كتب الاستشراق لافتا إلى الأنظمة الديكتاتورية التى حكمت العالم العربى منذ ثورة 1952، جعلت الفرصة سانحة للقوى الغربية فى أن تهيمن على المنطقة، حيث اهتمت تلك القوى بالنفط وبأمن واستقرار إسرائيل. وقال أبو أحمد: "هذا الكتاب يتناول مسألة علاقة الولاياتالمتحدةالأمريكية بدول العالم العربى من خلال هذين الأمرين، والكتاب تم كتابته بعد 11 سيبتمبر 2001، وهو ما جعل رؤية مؤلفه للعالم العربى، امتداد للنظرة التى كانت سيئة للعالم العربى والإسلامى، وأن هذا العالم، هو امتداد للإرهاب". وأضاف أبو أحمد: "كانت صورة جمال عبد الناصر لدى قادة أمريكان سيئة أيضا لمجرد أنه كان يرفع شعار تحرير فلسطين، وكان الرؤساء الأمريكيون يتصرفون بطريقة مهينة تجاه هذه الشعوب، ونحن نعرف أنهم حاولوا أن يثبتوا عملاء لهم يحكمون فى الشرق الأوسط، ومن هنا كانت المخابرات الأمريكية تلعب دورا كبيرا فى توظيف هؤلاء الناس لصالح الصهيونية". وتابع أبو أحمد: "روزفلت اعترف أنه من المستحيل أن يوجد أى تقدم أخلاقى أو فكرى فى عالم تسوده "المحمدية" وهذا نص كلامه، لكن هذا كلام خاطئ، لأن الإسلام لا ينسب إلى محمد، فهذا الكتاب يقدم لنا ماذا كانت تفعل السياسة الأمريكية فى منطقتنا، حتى تضمن حصولها على ثرواتنا، وكذلك استمرار أمن إسرائيل".