ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" على صدر صفحتها الرئيسية أن شركة "جوجل" عملاق محرك البحث أعلنت أن قراصنة كمبيوتر فى الصين حاولوا الاستيلاء على البيانات الخاصة بحسابات مئات من المسئولين السياسيين والعسكريين والصحفيين الأمريكيين فى بريد جوجل "جى ميل". وأضافت الصحيفة الأمريكية أن "جوجل" أكدت أنه كانت هناك حملة للحصول على كلمات السر الخاصة بهذه الحسابات، جاءت من الصين وكانت تهدف إلى مراقبتها. ورغم أن أمن هذه الحسابات لم يخرق إلا أن القراصنة حصلوا على كلمات السر من خلال الاحتيال أو من خلال مواقع أخرى، واستهدف القراصنة أيضا ناشطين سياسيين صينيين ومسئولين فى بلدان آسيوية أخرى. وأضافت "نيويورك تايمز" أن "جوجل" اكتشفت هذه الحملة التى كانت تهدف إلى الاستيلاء على كلمات السر الخاصة بالمشتركين ومراقبة حساباتهم الشخصية ثم أعاقتها، وقالت الشركة العملاق على مدونتها "أبلغنا ضحايا هذه الحملة بهذه المحاولات وأمنا حساباتهم، أخبرنا السلطات الحكومية بما حدث". وقال البيت الأبيض فى وقت لاحق إنه يحقق فى هذه التقارير، لكنه لا يعتقد أن حسابات البريد الالكترونى الخاصة بالحكومة الأمريكية تعرضت للاختراق خلال الهجوم. وقال تومى فيتور، المتحدث باسم البيت الأبيض "نبحث هذه التقارير ونسعى لجمع الحقائق. ليس لدينا أى سبب للاعتقاد بان أيا من حسابات البريد الإلكترونى للحكومة الأمريكية تعرضت للاختراق". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد ذكرت يوم أمس، أن البنتاجون يسعى لوضع استراتيجية رسمية تردع الهجمات الإلكترونية ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية، من شأنها اعتبار الهجوم على النظام الإليكترونى من قبل دولة أجنبية "فعل حرب" ربما يسفر عن رد عسكرى. واقترح عدد من المسئولين فى الإدارة الأمريكية خلال العامين المنصرمين أن أى رئيس أمريكى ينبغى أن يدرس ويضع مجموعة متنوعة من ردود الأفعال، سواء فرض العقوبات الاقتصادية أو الهجوم الإليكترونى المضاد، أو حتى الهجوم العسكرى، وذلك فى حال تعرض النظام الإليكترونى للهجوم. ورأت "نيويورك تايمز"، أن الإستراتيجية العسكرية الجديدة، التى كثر الحديث عنها قبل عدة أعوام، ووضع إطارها خلال الخمسينيات من القرن الماضى للتصدى للهجمات النووية، تظهر أن الهجمات الإليكترونية من شأنها أن تكون مساوية لأفعال الحرب، ويعلن البنتاجون أن مثل هذه الهجمات تهدد بوقوع ضحايا مدنيين على نطاق واسع، وهذا ربما يحدث إذا ما انقطعت إمدادات التيار الكهربائى عن المستشفيات وشبكات الطوارئ. ويعد الأمن المعلوماتى من أولويات الرئيس الأمريكى باراك أوباما، فعقب أربعة أشهر من توليه الرئاسية، قال الجنرال كيفن شيلتون، قائد القيادة الاستراتيجية للولايات المتحدة، فى مايو عام 2009، إنه فى حال أى هجمات إليكترونية فأن "قانون النزاعات المسلحة سيطبق"، وحذر بالقول: "لن نستبعد أى خيار عند نظرنا فى كيفية الرد".